الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
[ ص: 445 ] 544 - باب بيان مشكل ما روي عن ابن عباس مما نحيط علما أنه لم يأخذه إلا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من المراد بقول الله عز وجل : ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه

3371 - حدثنا يحيى بن عثمان بن صالح وروح بن الفرج القطان جميعا ، قالا : حدثنا عمرو بن خالد ، قال : حدثنا زهير بن معاوية ، قال : حدثنا قابوس بن أبي ظبيان أن أباه حدثه ، قال : قلنا لابن عباس : أرأيت قول الله عز وجل : ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه ما عنى بذلك ؟ فقال : كان نبي الله صلى الله عليه وسلم يوما يصلي فخطر خطرة ، فقال المنافقون الذين يصلون معه : ألا ترون أن له قلبين قلبا معكم وقلبا معهم ؟ فأنزل الله عز وجل : ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه .

[ ص: 446 ] فكان في هذا الحديث أن إنزال الله عز وجل هذه الآية على نبيه صلى الله عليه وسلم رد على المنافقين ما كانوا قالوه مما ذكر من قولهم في هذا الحديث ، ونفى الله عز وجل ذلك عنه وعن غيره من خلقه أن يكونوا كذلك ، وقد روي عن مجاهد وعن عبد الله بن بريدة وعن الحسن في تأويلها خلاف هذا التأويل .

3372 - كما حدثنا ابن أبي مريم ، قال : حدثنا الفريابي ، قال : حدثنا ورقاء ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد : ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه قال : قال رجل من بني فهر : إن في جوفي قلبين أعقل بكل واحد منهما أفضل من عقل محمد صلى الله عليه وسلم ، وكذب .

3373 - وكما حدثنا أحمد بن داود ، قال : حدثنا هدبة بن خالد ، قال : حدثنا أبو هلال ، عن عبد الله بن بريدة ، قال : كان في الجاهلية رجل يقال له : ذو قلبين ، فأنزل الله عز وجل : ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه .

[ ص: 447 ]

3374 - وكما حدثنا أحمد بن داود ، قال : حدثنا موسى بن إسماعيل ، قال : حدثنا مبارك ، عن الحسن ، قال : كان الرجل يقول : أمرتني نفسي بكذا ، وأمرتني نفسي بكذا ، فأنزل الله عز وجل : ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه .

قال أبو جعفر : والتأويل الأول أولى التأويلات بها لا سيما وقد دخل في المسند برد رواته إياه إلى ابن عباس ، والله نسأله التوفيق .

التالي السابق


الخدمات العلمية