الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
مطلب : في كراهة nindex.php?page=treesubj&link=25439_27058النوم على القفا ووضع الرجل فوق أختها .
( أو ) أي ويكره نومك مستلقيا ( على قفاك ) أي على ظهرك ( ورفع الرجل ) أي رفع المستلقي إحدى رجليه ( فوق أختها ) أي الرجل الأخرى بل اترك هذه النومة ، واترك رفع إحدى رجليك على الأخرى و ( امدد ) لكل واحدة منهما لتسلم من المكروه وتفوز بالامتثال الوارد عن الشارع صلى الله عليه وسلم
. أخرج الإمام nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد بسند حسن عن nindex.php?page=showalam&ids=44أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أنه قال { nindex.php?page=hadith&LINKID=38255نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يضع الرجل إحدى رجليه على الأخرى وهو مستلق على ظهره } . رواه الترمذي وصححه من حديث nindex.php?page=showalam&ids=36جابر رضي الله عنه مرفوعا .
ولأن ذلك مظنة انكشاف العورة لا سيما إذا هبت الريح فإن كان له سراويل فقال [ ص: 356 ] الإمام ابن الجوزي لا بأس به ; لما قدمنا به في آداب المساجد أن nindex.php?page=showalam&ids=2عمر رضي الله عنه { nindex.php?page=hadith&LINKID=7494رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم مستلقيا في المسجد واضعا إحدى رجليه على الأخرى } رواه nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري nindex.php?page=showalam&ids=17080ومسلم .
قال الإمام nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد في الرجل يستلقي ويضع إحدى رجليه على الأخرى : ليس به بأس قد روي .
ويمكن الجمع بين الحديثين بأن الكراهة في حق من لا يأمن انكشاف العورة كما قاله ابن الجوزي ، وعدمها في حق من أمن ذلك كمن له سراويل . ويحمل على ذلك نص الإمام nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد في الموضعين .
وأما لو وضع إحدى رجليه على الأخرى أو nindex.php?page=treesubj&link=27058استلقى ، ولم يضع إحدى رجليه على الأخرى فلا كراهة . وإنما هي على القول بها حيث اجتمع الاستلقاء ووضع إحدى الرجلين على الأخرى لكن عبارة الإقناع صريحة في كراهة نومه على قفاه إن خاف انكشاف عورته ، وعبارته : ويكره نومه على بطنه ، وعلى قفاه إن خاف انكشاف عورته ، وبعد العصر والفجر وتحت السماء متجردا . انتهى .
وفي إعلام الموقعين للإمام المحقق ابن القيم في المسائل التي حلف عليها الإمام nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد رضي الله عنه وسئل عن المرأة تستلقي على قفاها وتنام يكره ذلك ؟ فقال : إي والله .
ويروى عن nindex.php?page=showalam&ids=16673عمر بن عبد العزيز أنه كرهه . ورواه nindex.php?page=showalam&ids=14243الخلال عن nindex.php?page=showalam&ids=16972ابن سيرين . وكان ذلك مع كونه مظنة انكشاف العورة أقرب لوصول الأمر الفظيع إليها ، وهو وسيلة للطمع فيها ، والله الموفق .