[ ص: 327 ]  981 - باب بيان مشكل ما روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من قوله لعمرو بن العاص   : نعما بالمال الصالح للمرء الصالح . 
 6056  - حدثنا  إبراهيم بن مرزوق  ، حدثنا  أبو عامر العقدي  ، حدثنا  موسى بن علي  ، عن  أبيه  قال : سمعت  عمرو بن العاص  قال : أرسل إلي النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال : خذ عليك ثيابك وسلاحك ، ثم ائتني ، ففعلت ثم أتيته وهو يتوضأ ، فصعد في البصر ، ثم طأطأه ، ثم قال : إني أريد أن أبعثك على جيش ، فيسلمك الله ويغنمك ، وأزعب إليك زعبة من المال صالحة . قلت : يا رسول الله ، ما للمال هاجرت ، ولكن هاجرت رغبة في الإسلام ، وأن أكون مع رسول الله ، فقال : يا عمرو  ، نعما بالمال الصالح للمرء الصالح   . 
 [ ص: 328 ] 
 6057  - وحدثنا  بحر بن نصر  ، عن شعيب بن الليث  ، عن  موسى بن علي  ، ثم ذكر بإسناده مثله . 
قال  أبو جعفر   : فقال قائل ففي هذا الحديث ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم ما ذكره به لعمرو  ليكون ذلك رغبة له فيها يبعثه عليه ، وهذا ضد ما في الآثار . 
فكان جوابنا له في ذلك : أن هذا الحديث ليس بخلاف لما في الآثار الأول ، وهو ما في حديث  ابن مسعود   : أو غنى عاجل ، وهذا على المال الذي يكون قواما له فيما هو بسبيله ، وحقق ذلك بقوله : نعما المال الصالح للمرء الصالح ، والمال لا يكون صالحا إلا وهو مفعول به ما أمر الله عز وجل بفعله فيه ، ومن يفعل ذلك فيه بحق ملكه إياه ، فهو صالح ، فبان بحمد الله ونعمته أن لا تضاد في شيء من ذلك ، ولا اختلاف . 
				
						
						
