[ ص: 406 ] 993 - باب بيان مشكل ما روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من قوله : اغد عالما ، أو متعلما ، أو محبا ، أو مستمعا ، ولا تكن الخامس فتهلك ، وما روي عن ابن مسعود مما يدل في ذلك من قوله : ولا تغد إمعة فيما بين ذلك .
6116 - حدثنا الحسن بن عبد الله بن منصور البالسي ، ومحمد بن أحمد بن جعفر الوكيعي ، حدثنا عبيد بن جناد الحلبي ، حدثنا عطاء بن مسلم الخفاف ، حدثنا مسعر بن كدام ، عن خالد الحذاء ، عن عبد الرحمن بن أبي بكرة .
عن أبيه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : اغد عالما ، أو متعلما ، أو محبا ، أو مستمعا ، ولا تكن الخامس فتهلك .
[ ص: 407 ] قال لنا محمد بن أحمد في حديثه : قال عطاء : قال مسعر بن كدام : هذه خامسة زادنا الله لم تكن في أيدينا ، إنما كان في أيدينا : اغد عالما ، أو متعلما ، أو مستمعا ، ولا تكن الرابع فتهلك . يا عطاء ، ويل لمن لم يكن فيه واحدة من هذه .
وقد روي عن عبد الله بن مسعود مما يدخل في هذا الباب مما يعلم أنه لم يقله رأيا ولا استنباطا ، وأنه إنما قاله لأخذه إياه عمن يؤخذ ذلك من مثله ، وهو رسول الله صلى الله عليه وسلم لا من سواه .
كما حدثنا يونس ، أخبرنا سفيان بن عيينة ، عن عاصم بن بهدلة ، عن زر بن حبيش .
عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - أنه كان يقول : اغد عالما ، أو متعلما ، ولا تغد إمعة فيما بين ذلك .
[ ص: 408 ] قال أبو جعفر : فكانت الإمعة سوى ما في حديث أبي بكرة من الأصناف الأربعة ; لأنها أصناف محمودة ، والإمعة مذمومة ، فكانت هي الخامسة التي حدث رسول الله صلى الله عليه وسلم عنها في ذلك الحديث ; أعني حديث ابن مسعود ، ثم نظرنا في الإمعة ما هي . ؟
فوجدنا يونس قد حدثنا قال : حدثنا سفيان ، حدثني أبو الزعراء يعني عمرو بن عمرو ، وهو ابن أخي أبي الأحوص ، عن أبي الأحوص .
عن ابن مسعود أنه قال : كنا ندعو الإمعة في الجاهلية الذي يدعى إلى الطعام فيذهب معه بآخر ، وهو فيكم المحقب دينه الرجال ، الذي يمنح دينه غيره فيما ينتفع به ذلك الغير في دنياه ، ويبقى إثمه عليه .
[ ص: 409 ] ولم نجد في تأويل الإمعة شيئا أعلى مما رويناه عن ابن مسعود ، وقد ذكر لنا ذلك علي بن عبد العزيز عن أبي عبيد في حديث عبد الله قال : الإمعة الذي يقول : أنا مع الناس ; يعني يتابع كل أحد على رأيه ولا يثبت على شيء ، فكان هذا ما وصفنا منه للذي يكون كذلك لا وصف فيه للذي يجره إلى ذلك ، والقوم يلعنهم ، والله الموفق .


