الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                              5217 (باب منه)

                                                                                                                              وهو في النووي، في: (باب ذكر ابن صياد).

                                                                                                                              (حديث الباب)

                                                                                                                              وهو بصحيح مسلم النووي ، ص57، 58 ج18، المطبعة المصرية

                                                                                                                              (حدثنا محمد بن المثنى، حدثنا حسين يعني: ابن حسن بن يسار- حدثنا ابن عون عن نافع، قال: كان نافع يقول: ابن صياد، قال: قال ابن عمر: لقيته مرتين.

                                                                                                                              [ ص: 409 ] قال: فلقيته، فقلت لبعضهم: هل تحدثون أنه هو؟ قال: لا. والله!

                                                                                                                              قال: قلت: كذبتني. والله! لقد أخبرني بعضكم: أنه لن يموت، حتى يكون أكثركم مالا.

                                                                                                                              وولدا فكذلك هو زعموا اليوم.

                                                                                                                              قال: فتحدثنا، ثم فارقته.

                                                                                                                              قال: فلقيته، لقية أخرى -وقد نفرت عينه-. قال: فقلت: متى فعلت عينك ما أرى؟

                                                                                                                              قال: لا أدري.

                                                                                                                              قال: قلت: لا تدري، وهي في رأسك؟

                                                                                                                              قال: إن شاء الله، خلقها في عصاك هذه. قال: فنخر كأشد نخير حمار سمعت.

                                                                                                                              قال: فزعم بعض أصحابي: أني ضربته بعصا، كانت معي، حتى تكسرت.

                                                                                                                              وأا أنا، فوالله! ما شعرت.

                                                                                                                              قال: وجاء، حتى دخل على أم المؤمنين، فحدثها. فقالت: ما تريد إليه؟

                                                                                                                              ألم تعلم أنه قد قال: "إن أول ما يبعثه على الناس: غضب يغضبه؟" ).

                                                                                                                              [ ص: 410 ]

                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                              [ ص: 410 ] (الشرح)

                                                                                                                              (عن ابن عون، عن نافع ، قال: كان نافع يقول: ابن صياد، قال : قال ابن عمر: لقيته مرتين.

                                                                                                                              قال: فلقيته، فقلت لبعضهم: هل تحدثون أنه هو؟ قال : لا. والله! قال: قلت: كذبتني. والله! لقد أخبرني بعضكم: أنه لن يموت، حتى يكون أكثركم مالا وولدا. فكذلك هو زعموا اليوم. قال: فتحدثنا، ثم فارقته.

                                                                                                                              قال: فلقيته لقية أخرى) قال القاضي "في المشارق": رويناه بضم اللام.

                                                                                                                              قال ثعلب وغيره: يقولونه: بفتحها. قال النووي : والمعروف في اللغة والرواية ببلادنا: "الفتح".

                                                                                                                              (وقد نفرت عينه): بفتح النون والفاء. أي: ورمت ونتأت.

                                                                                                                              وذكر عياض: أنه روي على أوجه أخر. والظاهر: أنها تصحيف.

                                                                                                                              (قال: فقلت: متى فعلت عينك ما أرى؟ قال: لا أدري.

                                                                                                                              قال : قلت: لا تدري، وهي في رأسك؟ قال: إن شاء الله، خلقها في عصاك هذه. قال: فنخر، كأشد نخير حمار سمعت.

                                                                                                                              [ ص: 411 ] قال: فزعم بعض أصحابي: أني ضربته بعصا، كانت معي، حتى تكسرت.

                                                                                                                              وأنا والله! فما شعرت.

                                                                                                                              قال: وجاء، حتى دخل على أم المؤمنين فحدثها، فقالت: ما تريد إليه؟ ألم تعلم أنه قد قال: "إن أول ما يبعثه على الناس: غضب يغضبه؟" ).

                                                                                                                              قال البيهقي في كتابه (البعث والنشور): اختلف الناس في أمر "ابن صياد"، اختلافا كثيرا؛ هل هو الدجال؟

                                                                                                                              قال : ومن ذهب إلى أنه غيره، احتج بحديث تميم الداري، في قصة الجساسة، الذي ذكره مسلم.

                                                                                                                              قال : ويجوز: أن توافق صفة "ابن صياد" صفة الدجال. كما ثبت في الصحيح: "إن أشبه الناس بالدجال: عبد العزى بن قطن". وليس كما قال.

                                                                                                                              وكان أمر ابن صياد فتنة، ابتلى الله تعالى بها عباده؛ فعصم الله تعالى منها: المسلمين، ووقاهم شرها.

                                                                                                                              قال: وليس في حديث جابر: أكثر من سكوت النبي، صلى الله عليه وآله وسلم، لقول عمر.

                                                                                                                              [ ص: 412 ] فيحتمل: أنه صلى الله عليه وآله وسلم، كان كالمتوقف في أمره. ثم جاءه البيان: أنه غيره، كما صرح به في حديث تميم. انتهى. وقد اختار أنه غيره.

                                                                                                                              وقد صح عن عمر، وابن عمر، وجابر: أنه الدجال. والله أعلم.




                                                                                                                              الخدمات العلمية