الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                              السراج الوهاج من كشف مطالب صحيح مسلم بن الحجاج

                                                                                                                              صديق خان - محمد صديق حسن خان القنوجي الظاهري

                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                              1323 باب الترجيع في قراءة القرآن

                                                                                                                              وذكره النووي ، في : (الباب الغابر ) .

                                                                                                                              (حديث الباب )

                                                                                                                              وهو بصحيح مسلم \ النووي ، ص 81 ج6 ، المطبعة المصرية

                                                                                                                              (عن معاوية بن قرة ؛ قال : سمعت عبد الله بن مغفل المزني يقول : [ ص: 610 ] قرأ النبي ، صلى الله عليه وسلم -عام الفتح- في مسير له : سورة الفتح «على راحلته » ، فرجع في قراءته .

                                                                                                                              قال معاوية : لولا أني أخاف أن يجتمع علي الناس : لحكيت لكم قراءته ) .

                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                              (الشرح)

                                                                                                                              (عن معاوية بن قرة ، قال : سمعت عبد الله بن مغفل المزني ، ) رضي الله عنه ، ( يقول : قرأ النبي صلى الله عليه وآله وسلم - عام الفتح - في مسير له : سورة الفتح «على راحلته » ، فرجع في قراءته . قال معاوية : لولا أني أخاف أن يجتمع علي الناس : لحكيت لكم قراءته ) .

                                                                                                                              وفي رواية : (قال : فقرأ ابن مغفل ؛ ورجع . فقال معاوية . لولا الناس : لأخذت لكم بذلك الذي ذكره ابن مغفل عن النبي ، صلى الله عليه وآله وسلم ) .

                                                                                                                              المراد بالترجيع هنا : الصوت الحسن ، وترداد الكلام على أحسن أوجه الأداء . قال النووي : وأجمع العلماء على استحباب تحسين الصوت بالقراءة ، وترتيلها . قال أبو عبيد : والأحاديث الواردة في ذلك ، محمولة : على التحزين ، والتشويق .

                                                                                                                              [ ص: 611 ] قال : واختلفوا في القراءة بالألحان ؛ فكرهها مالك والجمهور ، لخروجها عما جاء القرآن له : من الخشوع ، والتفهم . وأباحها أبو حنيفة ، وجماعة من السلف : للأحاديث . وأن ذلك سبب للرقة ، وإثارة الخشية ، وإقبال النفوس على استماعه .

                                                                                                                              قال : قلت : قال الشافعي - في موضع - : أكره القراءة بالألحان . وقال - في موضع - : لا أكرهها . قال أصحابنا : ليس له فيه خلاف . وإنما هو اختلاف حالين ؛

                                                                                                                              فحيث كرهها : أراد : إذا مطط ، وأخرج الكلام عن موضعه : بزيادة ، أو نقص ، أو مد غير ممدود ، وإدغام ما لا يجوز إدغامه ، ونحو ذلك .

                                                                                                                              وحيث أباحها : أراد : إذا لم يكن فيها تغير لموضوع الكلام . والله أعلم . انتهى .

                                                                                                                              قلت : وقراءة عامة أهل مصر «الواردين بمكة » : من جنس المكروه ، فإنها كلها : مدغمة ، وموصوفة بما ذكر .




                                                                                                                              الخدمات العلمية