الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                              السراج الوهاج من كشف مطالب صحيح مسلم بن الحجاج

                                                                                                                              صديق خان - محمد صديق حسن خان القنوجي الظاهري

                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                              5350 باب في قوله تعالى : ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلام

                                                                                                                              وذكره النووي ، في : (كتاب التفسير ) .

                                                                                                                              (حديث الباب )

                                                                                                                              وهو بصحيح مسلم \ النووي ، ص 161 ج 18 ، المطبعة المصرية

                                                                                                                              عن ابن عباس ؛ قال : لقي ناس من المسلمين رجلا -في غنيمة له- ، فقال : السلام عليكم . فأخذوه ، فقتلوه ، وأخذوا تلك الغنيمة . فنزلت : ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلام لست مؤمنا .

                                                                                                                              وقرأها ابن عباس : «السلام » ) .

                                                                                                                              [ ص: 673 ]

                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                              [ ص: 673 ] (الشرح)

                                                                                                                              (عن ابن عباس ، رضي الله عنهما ؛ قال : لقي ناس من المسلمين رجلا - في غنيمة له - فقال : السلام عليكم . فأخذوه فقتلوه ، وأخذوا تلك الغنيمة . فنزلت : « ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلام لست مؤمنا وقرأها ابن عباس : «السلام » ) ومعناهما واحد . واختار أبو عبيد : «السلام » .

                                                                                                                              وخالفه أهل النظر ؛ فقالوا : «السلم » - هنا - أشبه ، لأنه بمعنى الانقياد والتسليم . والمراد - هنا - : لا تقولوا لمن ألقى بيده إليكم ، واستسلم : لست مؤمنا .

                                                                                                                              وقيل : هما بمعنى «الإسلام » أي كلمته . وهي الشهادة .

                                                                                                                              والمقصود : نهي المسلمين عن أن يهملوا ما جاء به الكافر ، مما يستدل به على إسلامه ، ويقولوا : إنه إنما جاء بذلك تعوذا وتقية .

                                                                                                                              وقد استدل بهذه الآية : على أن من قتل كافرا - بعد أن قال : لا إله إلا الله - : قتل به ، لأنه قد عصم بهذه الكلمة «دمه وماله » . وإنما أسقط القتل عمن وقع منه ذلك ، في زمن النبي ، صلى الله عليه وآله وسلم : لأنهم تأولوا ، فظنوا أن من قالها خوفا من السلاح : لا يكون مسلما ، ولا يصير بها دمه معصوما . وأنه لا بد أن يقول هذه الكلمة ، وهو مطمئن غير خائف .

                                                                                                                              [ ص: 674 ] قال في (فتح البيان ): وفي حكم التكلم بكلمة الإسلام : إظهار الانقياد ؛ بأن يقول : أنا مسلم . أو أنا على دينكم . لما عرفت من أن معنى الآية : الاستسلام ، والانقياد . وهو يحصل بكل ما يشعر بالإسلام : من قول أو عمل . ومن جملة ذلك : كلمة الشهادة ، وكلمة التسليم . والله أعلم .




                                                                                                                              الخدمات العلمية