الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                              السراج الوهاج من كشف مطالب صحيح مسلم بن الحجاج

                                                                                                                              صديق خان - محمد صديق حسن خان القنوجي الظاهري

                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                              5199 باب: لا تقوم الساعة حتى تغزى مدينة، جانبها في البحر والآخر في البر

                                                                                                                              وهو في النووي، في: (كتاب الفتن).

                                                                                                                              [ ص: 324 ] (حديث الباب)

                                                                                                                              وهو بصحيح مسلم النووي ، ص43 ، 44 ج18، المطبعة المصرية

                                                                                                                              (عن أبي هريرة، أن النبي، صلى الله عليه وسلم؛ قال: "سمعتم بمدينة، جانب منها: في البر. وجانب منها: في البحر؟" قالوا: نعم. يا رسول الله!

                                                                                                                              قال: "لا تقوم الساعة، حتى يغزوها:
                                                                                                                              سبعون ألفا، من بني إسحاق. فإذا جاءوها: نزلوا، فلم يقاتلوا بسلاح، ولم يرموا بسهم. قالوا: لا إله إلا الله والله أكبر. فيسقط أحد جانبيها".

                                                                                                                              قال ثور: لا أعلمه، إلا قال: "الذي في البحر".

                                                                                                                              ثم يقولوا الثانية: لا إله إلا الله والله أكبر، فيسقط جانبها الآخر.

                                                                                                                              ثم يقولوا الثالثة: لا إله إلا الله والله أكبر، فيفرج لهم، فيدخلوها، فيغنموا.

                                                                                                                              فبينما هم يقتسمون المغانم؛ إذ جاءهم الصريخ، فقال: إن الدجال قد خرج. فيتركون كل شيء، ويرجعون"
                                                                                                                              ).

                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                              (الشرح)

                                                                                                                              (عن أبي هريرة) رضي الله عنه؛ (أن النبي، صلى الله عليه) وآله (وسلم؛ قال: "سمعتم بمدينة. جانب منها: في البر. وجانب منها: في البحر؟" قالوا: نعم. يا رسول الله! قال: لا تقوم الساعة، حتى [ ص: 325 ] يغزوها سبعون ألفا، من بني إسحاق.) قال عياض: كذا هو في جميع أصول صحيح مسلم.

                                                                                                                              قال: وقال بعضهم: المعروف، المحفوظ: "من بني إسماعيل". وهو الذي يدل عليه الحديث، وسياقه. لأنه، إنما أراد العرب.

                                                                                                                              وهذه المدينة، هي "القسطنطينية". قاله النووي .

                                                                                                                              (فإذا جاءوها: نزلوا، فلم يقاتلوا بسلاح، ولم يرموا بسهم. قالوا: لا إله إلا الله والله أكبر، فيسقط أحد جانبيها.

                                                                                                                              قال ثور) وهو ابن زيد الديلي، أحد رجال إسناد هذا الحديث: (لا أعلمه) أي: لا أظن أبا هريرة: (إلا قال: الذي في البحر. ثم يقول الثانية: لا إله إلا الله والله أكبر، فيسقط جانبها الآخر ثم يقول الثالثة: لا إله إلا الله والله أكبر، فيفرج لهم، فيدخلونها، فيغنمون.

                                                                                                                              [ ص: 326 ] فبينما هم يقتسمون الغنائم. إذ جاءهم الصريخ. فقال: إن الدجال قد خرج. فيتركون كل شيء ويرجعون).

                                                                                                                              ظاهر هذا: فتح "القسطنطينية" قبل قيام الساعة، على أيدي أبناء إسماعيل، عليه السلام.

                                                                                                                              وأما كونه: قبل ظهور المهدي أم بعده؟ فلا نص عليه.

                                                                                                                              وذهب بعض أهل العلم: إلى القبلية.

                                                                                                                              وبعضهم: إلى البعدية.

                                                                                                                              وحديث "معاذ بن جبل" -عند الترمذي؛ بلفظ: "خروج الدجال في سبعة أشهر" أي بعد فتحها-: يدل على أن ظهوره عليه السلام: متقدم على فتحها.

                                                                                                                              ويؤيده الأحاديث الأخرى، المروية في السنن. والله أعلم.




                                                                                                                              الخدمات العلمية