الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                              السراج الوهاج من كشف مطالب صحيح مسلم بن الحجاج

                                                                                                                              صديق خان - محمد صديق حسن خان القنوجي الظاهري

                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                              5237 باب: يتبع الدجال من يهود أصفهان: سبعون ألفا

                                                                                                                              وقال النووي : (باب في بقية من أحاديث الدجال).

                                                                                                                              (حديث الباب)

                                                                                                                              وهو بصحيح مسلم النووي ص85 ، 86 ج18، المطبعة المصرية

                                                                                                                              (عن أنس بن مالك، رضي الله عنه؛ أن رسول الله، صلى الله عليه) وآله (وسلم؛ قال: "يتبع الدجال -من يهود أصبهان- سبعون ألفا، عليهم الطيالسة" ).

                                                                                                                              [ ص: 474 ]

                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                              [ ص: 474 ] (الشرح)

                                                                                                                              قال النووي : هكذا هو في جميع النسخ ببلادنا، "سبعون": بسين وموحدة. وكذا نقله عياض، عن رواية الأكثرين.

                                                                                                                              قال: وفي رواية "ابن ماهان": "تسعون" بالتاء، قبل السين. والصحيح المشهور: الأول.

                                                                                                                              (وأصبهان): بفتح الهمزة وكسرها، وبالباء والفاء. انتهى.

                                                                                                                              (والطيالسة): جمع "طيلسان"، وهو معرب "تالسان": ثوب معروف.

                                                                                                                              وقد احتج ابن القيم على ذم لبس الطيلسان: بهذا الحديث، وبما روي عن أنس: أنه رأى جماعة عليهم الطيالسة، فقال: "ما أشبه هؤلاء بيهود خيبر!".

                                                                                                                              وأجاب عنه في (فتح الباري): أن الطيالسة في ذلك الوقت، كانت من شعار اليهود؛ فأنكر ذلك "أنس"، ثم ارتفع في هذه الأزمنة، فتدخل في عموم المباحات. وقد ثبت في أحاديث كثيرة: التطلس والتقنع، عن رسول الله، صلى الله عليه وآله وسلم، والصحابة. انتهى .

                                                                                                                              [ ص: 475 ] قلت: حديث الباب: إخبار عن زيهم. وليس فيه: ذم الطيلسان. نعم. نهى رسول الله، صلى الله عليه وآله وسلم عن التشبه بأهل الكتاب، فينبغي الاحتراز عن زيهم، لا سيما ما كان منه مختصا بهم، من دون تقييد بزمان ماض وآت. والله أعلم، وعلمه أتم وأحكم.




                                                                                                                              الخدمات العلمية