الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                              السراج الوهاج من كشف مطالب صحيح مسلم بن الحجاج

                                                                                                                              صديق خان - محمد صديق حسن خان القنوجي الظاهري

                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                              168 [ ص: 336 ] باب: تبعث ريح من اليمن، فتقبض من في قلبه إيمان

                                                                                                                              وهو في النووي، في الجزء الأول، في: (باب في الريح، التي تكون قرب القيامة، تقبض من في قلبه شيء من الإيمان).

                                                                                                                              (حديث الباب)

                                                                                                                              وهو بصحيح مسلم النووي ، ص132 ج2، المطبعة المصرية

                                                                                                                              (حدثنا أحمد بن عبدة الضبي؛ حدثنا عبد العزيز بن محمد، وأبو علقمة الفروي؛ قالا: حدثنا صفوان بن سليم عن عبد الله بن سلمان، عن أبيه؛ عن أبي هريرة؛ قال: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: "إن الله يبعث ريحا من اليمن: ألين من الحرير، فلا تدع أحدا، في قلبه -قال أبو علقمة: مثقال حبة. وقال عبد العزيز: مثقال ذرة- من إيمان، إلا قبضته" ).

                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                              (الشرح)

                                                                                                                              (عن أبي هريرة) رضي الله عنه؛ (قال: قال رسول الله، صلى الله عليه) وآله (وسلم: إن الله يبعث ريحا من اليمن: ألين من الحرير، فلا تدع أحدا، في قلبه -قال أبو علقمة) "الفروي": بفتح الفاء، وإسكان الراء. واسمه: "عبد الله بن محمد بن عبد الله بن أبي فروة، المدني" آل عثمان بن عفان، رضي الله عنه: [ ص: 337 ] (مثقال حبة. وقال عبد العزيز: مثقال ذرة- من الإيمان، إلا قبضته).

                                                                                                                              قال النووي : جاءت في هذا النوع، أحاديث. يريد: الحديث الماضي قبله، والحديث الآتي بعد هذا.

                                                                                                                              قال : وهذه كلها، وما في معناها: على ظاهرها.

                                                                                                                              قال. وأما الحديث الآخر: "لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق، إلى يوم القيامة": فليس مخالفا لهذه الأحاديث. لأن معنى هذا: أنهم لا يزالون على الحق، حتى تقبضهم هذه الريح اللينة، قرب القيامة، وعند تظاهر أشراطها.

                                                                                                                              فأطلق -في هذا الحديث- بقاؤهم، إلى قيام الساعة: على أشراطها، ودنوها المتناهي في القرب. والله أعلم.

                                                                                                                              وفي قوله: "مثقال حبة -أو ذرة- من إيمان": بيان للمذهب الصحيح: أن الإيمان، يزيد وينقص.

                                                                                                                              وفي كونها: "ألين من الحرير": إشارة إلى الرفق بهم، والإكرام لهم.

                                                                                                                              وجاء في مسلم، في ذكر أحاديث الدجال: "ريحا من قبل الشام" .

                                                                                                                              ويجاب عنه، بوجهين؛

                                                                                                                              [ ص: 338 ] أحدهما: يحتمل أنها ريحان: شامية، ويمانية. ويحتمل أن مبدأها من أحد الإقليمين، ثم اتصل الآخر وتنتشر عنده، والله أعلم.




                                                                                                                              الخدمات العلمية