الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                              السراج الوهاج من كشف مطالب صحيح مسلم بن الحجاج

                                                                                                                              صديق خان - محمد صديق حسن خان القنوجي الظاهري

                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                              5252 باب: تقوم الساعة والرجل يحلب اللقحة، فما يصل إلى فيه حتى تقوم

                                                                                                                              وهو في النووي، في: (باب قرب الساعة).

                                                                                                                              (حديث الباب)

                                                                                                                              وهو بصحيح مسلم النووي ، ص91 ج18، المطبعة المصرية

                                                                                                                              (عن أبي هريرة - يبلغ به النبي، صلى الله عليه وسلم-؛ قال: "تقوم الساعة، والرجل يحلب اللقحة: فما يصل الإناء إلى فيه، حتى تقوم.

                                                                                                                              والرجلان يتبايعان الثوب: فما يتبايعانه، حتى تقوم.

                                                                                                                              والرجل يلط في حوضه: فما يصدر، حتى تقوم"
                                                                                                                              ).

                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                              (الشرح)

                                                                                                                              (عن أبي هريرة رضي الله عنه، يبلغ به النبي صلى الله عليه) وآله [ ص: 495 ] (وسلم، قال: " تقوم الساعة، والرجل يحلب اللقحة: فما يصل الإناء إلى فيه، حتى تقوم. والرجلان يتبايعان الثوب: فما يتبايعانه، حتى تقوم. والرجل يلط في حوضه) هكذا هو في معظم النسخ: بفتح الياء، وكسر اللام، وتخفيف الطاء. وفي بعضها: "يليط" بزيادة ياء. وفي بعضها: "يلوط". ومعنى الجميع: واحد. وهو أن يطينه) ويصلحه.

                                                                                                                              (فما يصدر حتى تقوم) معنى هذه كلها -على اختلاف ألفاظها-: تقريب الساعة، التي هي القيامة. كما قال تعالى: وما أمر الساعة إلا كلمح البصر أو هو أقرب . والأحاديث في الباب لا تكاد تحصى،

                                                                                                                              ولا يعلم وقت مجيئها -مع هذا القرب- إلا الله سبحانه. وإنما أخفاه: لأنه أصلح للعباد، لئلا يتباطئوا عن التأهب والاستعداد له، كما أن خفاء وقت الموت: أصلح لهم وأنفع، والله أعلم.

                                                                                                                              اللهم! إنا قرأنا في القرآن، وروينا في أحاديث رسولك: أمر الساعة وقربها، وخفاءها، ولكن لا يذرنا أنفسنا الأمارة بالسوء، حتى نعود إلى التوبة الصادقة. فارحم بنا، وتفضل علينا، وهب لنا رحمة من عندك: نهتد بها إلى مرضاتك، ونقتلع عن موجبات سخطك، وتب علينا "إنك أنت التواب الرحيم"، واغفر لنا ذنوبنا كلها، يا أرحم الراحمين!




                                                                                                                              الخدمات العلمية