الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                              السراج الوهاج من كشف مطالب صحيح مسلم بن الحجاج

                                                                                                                              صديق خان - محمد صديق حسن خان القنوجي الظاهري

                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                              5351 باب في قوله تعالى : وليس البر

                                                                                                                              وهو في النووي ، في : (كتاب التفسير ) .

                                                                                                                              (حديث الباب )

                                                                                                                              وهو بصحيح مسلم \ النووي ، ص 161 ج 18 ، المطبعة المصرية

                                                                                                                              (عن أبي إسحاق ؛ قال : سمعت البراء يقول : كانت الأنصار -إذا حجوا ، فرجعوا- لم يدخلوا البيوت ، إلا من ظهورها .

                                                                                                                              قال : فجاء رجل من الأنصار ، فدخل من بابه . فقيل له في ذلك . فنزلت هذه الآية : وليس البر بأن تأتوا البيوت من ظهورها » ) .

                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                              (الشرح)

                                                                                                                              (عن أبي إسحاق ؛ قال : سمعت البراء يقول : كانت الأنصار - إذا حجوا ، فرجعوا - لم يدخلوا البيوت ، إلا من ظهورها . قال : فجاء رجل [ ص: 639 ] من الأنصار ، فدخل من بابه . فقيل له في ذلك . فنزلت هذه الآية : وليس البر بأن تأتوا البيوت من ظهورها ، ولكن البر من اتقى وأتوا البيوت من أبوابها ) .

                                                                                                                              قال في(فتح البيان ): إن الأنصار ، كانوا إذا حجوا : لا يدخلون من أبواب بيوتهم ، إذا رجع أحدهم إلى بيته ، بعد إحرامه ، قبل تمام حجه . لأنهم يعتقدون : أن المحرم ، لا يجوز أن يحول بينه وبين السماء حائل ، فكانوا يتسنمون ظهور بيوتهم . وقد ورد هذا المعنى عن جماعة : من الصحابة ، والتابعين .

                                                                                                                              وقال أبو عبيدة : إن هذا من ضرب المثل . والمعنى : «ليس البر أن تسألوا الجهال ، ولكن البر : التقوى ، واسألوا العلماء » . كما تقول : أتيت الأمر من بابه .

                                                                                                                              وقيل : هو مثل في جماع النساء ، وأنهم أمروا بإتيانهن في القبل ، لا في الدبر . وقيل غير ذلك . انتهى .

                                                                                                                              قلت والأول أولى . ولكن لا مانع من إرادة الجميع ، فإن الاعتبار بعموم اللفظ ، لا بخصوص السبب . وهذا الأصل يسري في مواضع من الكتاب العزيز ، وعليه مدار الأحكام ، وبه قال أهل الأصول . والله أعلم .




                                                                                                                              الخدمات العلمية