الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                              السراج الوهاج من كشف مطالب صحيح مسلم بن الحجاج

                                                                                                                              صديق خان - محمد صديق حسن خان القنوجي الظاهري

                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                              5131 باب في الخسف بالجيش، الذي يؤم البيت

                                                                                                                              وهو في النووي، في: (كتاب الفتن).

                                                                                                                              (حديث الباب)

                                                                                                                              وهو بصحيح مسلم النووي ، ص4 ، 5 ج18، المطبعة المصرية

                                                                                                                              (عن عبيد الله ابن القبطية؛ قال: دخل الحارث بن أبي ربيعة، وعبد الله بن صفوان، وأنا معهما: على أم سلمة "أم المؤمنين"؛ فسألاها عن الجيش، الذي يخسف به؟ -وكان ذلك، في أيام ابن الزبير-.

                                                                                                                              [ ص: 362 ] فقالت: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: "يعوذ عائذ بالبيت، فيبعث إليه بعث. فإذا كانوا ببيداء من الأرض: خسف بهم".

                                                                                                                              فقلت: يا رسول الله! فكيف بمن كان كارها؟ قال: "يخسف به معهم. ولكنه يبعث يوم القيامة، على نيته".

                                                                                                                              وقال أبو جعفر: هي بيداء المدينة
                                                                                                                              ).

                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                              (الشرح)

                                                                                                                              (عن عبيد الله بن القبطية؛ قال: دخل الحارث بن أبي ربيعة، وعبد الله بن صفوان، وأنا معهما: على أم سلمة "أم المؤمنين" رضي الله عنها، فسألاها عن الجيش، الذي يخسف به؟ -وكان ذلك، في أيام ابن الزبير-).

                                                                                                                              قال أبو الوليد الكناني: هذا ليس بصحيح. لأن أم سلمة، توفيت في خلافة معاوية، قبل موته بسنين. "سنة تسع وخمسين". ولم تدرك أيام ابن الزبير.

                                                                                                                              قال عياض: قد قيل: إنها توفيت أيام يزيد بن معاوية، في أولها. فعلى هذا. يستقيم ذكرها، لأن ابن الزبير: نازع يزيد، أول ما بلغته بيعته، عند وفاة معاوية. ذكر ذلك: الطبري، وغيره.

                                                                                                                              وممن ذكر وفاة أم سلمة، أيام يزيد: أبو عمرو بن عبد البر، في (الاستيعاب).

                                                                                                                              [ ص: 363 ] وقد ذكر مسلم الحديث بعد هذه الرواية، من رواية حفصة- وقال: "عن أم المؤمنين". ولم يسمها. قال الدارقطني: هي عائشة.

                                                                                                                              قال : ورواه سالم بن أبي الجعد، عن حفصة، أو أم سلمة.

                                                                                                                              قال : والحديث محفوظ عن أم سلمة. وهو أيضا محفوظ عن حفصة. هذا آخر كلام القاضي.

                                                                                                                              وممن ذكر أن أم سلمة، توفيت أيام يزيد بن معاوية: أبو بكر بن أبي خيثمة. والله أعلم بحقيقة الحال.

                                                                                                                              (فقالت: قال رسول الله، صلى الله عليه) وآله (وسلم: "يعوذ عائذ بالبيت، فيبعث إليه بعث. فإذا كانوا ببيداء من الأرض: خسف بهم".

                                                                                                                              فقلت: يا رسول الله! فكيف بمن كان كارها؟ قال "يخسف به معهم. ولكنه يبعث يوم القيامة، على نيته".


                                                                                                                              وقال أبو جعفر: هي بيداء المدينة).

                                                                                                                              قال أهل العلم: "البيداء": كل أرض ملساء، لا شيء بها.

                                                                                                                              "وبيداء المدينة": الشرف الذي قدام ذي الحليفة. أي: إلى جهة مكة.

                                                                                                                              [ ص: 364 ] وفي رواية أخرى، عن حفصة، عند مسلم: "أنها سمعت النبي، صلى الله عليه وآله وسلم؛ يقول: "ليؤمن هذا البيت: جيش يغزونه. حتى إذا كانوا ببيداء من الأرض: يخسف بأوسطهم. وينادي أولهم آخرهم. ثم يخسف بهم، فلا يبقى إلا الشريد الذي يخبر عنهم".

                                                                                                                              فقال رجل: أشهد عليك: أنك لم تكذب على حفصة. وأشهد على حفصة: أنها لم تكذب على النبي، صلى الله عليه وآله وسلم.




                                                                                                                              الخدمات العلمية