الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                              1353 باب من يرفع بالقرآن

                                                                                                                              وقال النووي - في الجزء الثاني - : (باب فضل من يقوم بالقرآن ويعلمه ، وفضل من تعلم حكمة من فقه أو غيره : فعمل بها ، وعلمها ) .

                                                                                                                              (حديث الباب )

                                                                                                                              وهو بصحيح مسلم \ النووي ، ص 98 ج6 ، المطبعة المصرية

                                                                                                                              (عن عامر بن واثلة ؛ أن نافع بن عبد الحارث : لقي عمر -بعسفان- ، وكان عمر يستعمله على مكة .

                                                                                                                              فقال : من استعملت على أهل الوادي ؟ فقال : «ابن أبزى » .

                                                                                                                              [ ص: 585 ] قال : ومن «ابن أبزى » ؟ قال : مولى من موالينا .

                                                                                                                              قال : فاستخلفت عليهم مولى ؟ قال : إنه قارئ لكتاب الله ، عز وجل ، وإنه عالم بالفرائض .

                                                                                                                              قال عمر : أما ، إن نبيكم ، صلى الله عليه وسلم ؛ قد قال : «إن الله يرفع بهذا الكتاب : أقواما ، ويضع به آخرين » ) .


                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                              (الشرح)

                                                                                                                              (عن عامر بن واثلة : أن نافع بن عبد الحارث ؛ لقي عمر « بعسفان » - وكان عمر يستعمله على مكة - فقال : من استعملت على أهل الوادي ؟ فقال : ابن أبزى . قال : ومن ابن أبزى ؟ قال : مولى من موالينا . قال : فاستخلفت عليهم مولى ؟ قال : إنه قارئ لكتاب الله ، عز وجل ، وإنه عالم بالفرائض . قال عمر رضي الله عنه : أما إن نبيكم صلى الله عليه وآله وسلم ؛ قد قال : «إن الله يرفع بهذا الكتاب : أقواما ، ويضع آخرين » ) لم يشرحه النووي بشيء .

                                                                                                                              وفيه : دليل على فضيلة قارئ كتاب الله ، وأن قراءته : سبب رفع المنزلة التالية لا سيما : إذا علم ، وعمل بما قرأ وتلا . وأن من تركه : يتضع ، ويصير نازل المرتبة في الدنيا ، بل وفي الآخرة .

                                                                                                                              [ ص: 586 ] وهذا الحديث : علم من أعلام النبوة ؛ فقد وقع ما أخبر به في هذا . ورفع الله بكتابه العظيم : جمعا جما من الناس الموالي ، وغيرهم . وفضلهم على كثير ممن خلق تفضيلا . ووفق عصابة عظيمة منهم : لتفسيره ، وضبط معانيه ومبانيه ، فارتفعت منازلهم ، وهكذا .

                                                                                                                              وترك أقوام إياه - كالروافض ، ومن يحذو حذوهم - ونبذوه وراء ظهورهم ، وهجروه : فاتضعت مراتبهم . ونسوا كما نسوه .

                                                                                                                              اللهم ! نور قلوبنا بالقرآن ، واختم أعمالنا به يا رحمن !



                                                                                                                              الخدمات العلمية