الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                              السراج الوهاج من كشف مطالب صحيح مسلم بن الحجاج

                                                                                                                              صديق خان - محمد صديق حسن خان القنوجي الظاهري

                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                              5261 باب خشية بسطة الدنيا ، والتنافس فيها

                                                                                                                              وهو في النووي ، في : (كتاب الزهد ) .

                                                                                                                              (حديث الباب )

                                                                                                                              وهو بصحيح مسلم \ النووي ، ص 95 ج 18 ، المطبعة المصرية

                                                                                                                              (عن عروة بن الزبير ، أن المسور بن مخرمة أخبره : أن عمرو بن عوف -وهو حليف بني عامر بن لؤي ، وكان شهد بدرا ، مع رسول الله ، صلى الله عليه وسلم- أخبره : أن رسول الله ، صلى الله عليه وسلم : بعث أبا عبيدة بن الجراح إلى البحرين : يأتي بجزيتها -وكان رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، هو صالح أهل البحرين ، وأمر عليهم : العلاء بن الحضرمي- ، فقدم أبو عبيدة بمال ، من البحرين ، فسمعت الأنصار بقدوم أبي عبيدة : فوافوا صلاة الفجر ، مع رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، فلما صلى رسول الله ، صلى الله عليه وسلم : انصرف ، فتعرضوا له ، فتبسم رسول الله ، صلى الله عليه وسلم -حين رآهم- ثم قال : «أظنكم سمعتم أن أبا عبيدة : قدم بشيء من البحرين ؟ » . فقالوا : أجل . يا رسول الله ! قال : «فأبشروا ، وأملوا : ما يسركم . فوالله ! ما [ ص: 521 ] الفقر أخشى عليكم ، ولكني أخشى عليكم : أن تبسط الدنيا عليكم ، كما بسطت على من كان قبلكم ، فتنافسوها كما تنافسوها ، وتهلككم كما أهلكتهم » ) .

                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                              (الشرح)

                                                                                                                              (عن عمرو بن عوف ، رضي الله عنه . أن رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم : بعث أبا عبيدة بن الجراح ، رضي الله عنه إلى البحرين : يأتي بجزيتها - وكان رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، هو صالح أهل البحرين ، وأمر عليهم : العلاء بن الحضرمي - فقدم أبو عبيدة بمال من البحرين ، فسمعت الأنصار بقدوم أبي عبيدة ، فوافوا صلاة الفجر ، مع رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم . فلما صلى رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم : انصرف ، فتعرضوا له ، فتبسم رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم - حين رآهم - ثم قال : «أظنكم سمعتم ، أن أبا عبيدة : قدم بشيء من البحرين ؟ » فقالوا : أجل . يا رسول الله ! قال : «فأبشروا ، وأملوا : ما يسركم . فوالله ! ما الفقر أخشى عليكم ، ولكني أخشى عليكم : أن تبسط الدنيا عليكم ، كما بسطت على من كان قبلكم ، فتنافسوها ) أي : ترغبوا فيها غاية الرغبة ، (كما تنافسوها . وتهلككم كما أهلكتهم » ) .

                                                                                                                              [ ص: 522 ] وأصل الحديث : متفق عليه . وهو علم من أعلام النبوة . فقد وقع مصداقه ، من زمن طويل .




                                                                                                                              الخدمات العلمية