الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                              5067 باب أكل أهل الجنة فيها

                                                                                                                              وهو في النووي، في: (الكتاب المذكور).

                                                                                                                              (حديث الباب)

                                                                                                                              وهو بصحيح مسلم \ النووي، ص 174 ج 17، المطبعة المصرية

                                                                                                                              (عن ابن جريج؛ أخبرني أبو الزبير: أنه سمع جابر بن عبد الله، يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يأكل أهل الجنة فيها، ويشربون. ولا يتغوطون، ولا يمتخطون، ولا يبولون. ولكن طعامهم ذاك: جشاء، كرشح المسك. يلهمون: التسبيح، والحمد؛ كما تلهمون: النفس»).

                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                              (الشرح)

                                                                                                                              (عن جابر بن عبد الله) رضي الله عنهما ؛ (قال: قال رسول الله صلى الله عليه) وآله (وسلم: يأكل أهل الجنة فيها، ويشربون. ولا [ ص: 163 ] يتغوطون، ولا يمتخطون، ولا يبولون. ولكن طعامهم ذلك: جشاء)، بضم الجيم: تنفس المعدة، من الامتلاء. وهو بالفارسية: آروغ (كرشح المسك) أي: عرقه.

                                                                                                                              (يلهمون: التسبيح والتحميد. كما تلهمون: النفس).

                                                                                                                              معناه: لا يتعبون منهما، كما لا تتعبون أنتم من النفس. ولا يشغلهم شيء من ذلك، كما لا يمنعكم من النفس. كالملائكة.

                                                                                                                              أو يريد: أنها يصير صفة لازمة، لا ينفكون عنها: كالنفس اللازم للحيوان.

                                                                                                                              قال النووي: مذهب أهل السنة، وعامة المسلمين: أن أهل الجنة يأكلون فيها، ويشربون. (يتنعمون بذلك، وبغيره، من ملاذ وأنواع نعيمها: تنعما دائما، لا آخر له، ولا انقطاع أبدا).

                                                                                                                              وأن تنعمهم بذلك: على هيئة أهل الدنيا، إلا ما بينهما: من التفاضل في اللذة والنفاسة، التي لا يشارك نعيم الدنيا، إلا في التسمية، وأصل الهيئة. وإلا في أنهم: لا يبولون، ولا يتغوطون، ولا يتمخطون، ولا يبصقون.

                                                                                                                              وقد دلت دلائل القرآن والسنة، في هذه الأحاديث التي ذكرها مسلم وغيره: أن نعيم الجنة دائم، لا انقطاع له أبدا. انتهى.

                                                                                                                              [ ص: 164 ] وفي المسند، والنسائي: بسند صحيح على شرط الصحيح، عن «زيد بن أرقم» ؛ قال: جاء رجل من أهل الكتاب، إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فقال: يا أبا القاسم ! تزعم أن أهل الجنة، يأكلون، ويشربون ؟ قال: «نعم. والذي نفس محمد بيده ! إن أحدهم ليعطى: قوة مائة رجل، في الأكل، والشرب، والجماع، والشهوة». قال: فإن الذي يأكل ويشرب، يكون له الحاجة. وليس في الجنة أذى. قال: «يكون حاجة أحدهم: رشحا يفيض من جلودهم، كرشح المسك، فيضمر بطنه». رواه الحاكم في صحيحه، بنحوه.

                                                                                                                              وتمام هذا الكلام، في (حادي الأرواح).




                                                                                                                              الخدمات العلمية