[ ص: 104 ]  230 - باب بيان مشكل ما روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من قوله : { إنما الناس كإبل مائة لا تجد فيها راحلة } . 
 1467  - حدثنا  يزيد بن سنان   وإبراهيم بن مرزوق  جميعا ، قالا : حدثنا  وهب بن جرير  ، قال : حدثنا  أبي  ، قال : سمعت النعمان بن راشد  يحدث ، عن  الزهري  ، عن  سالم  ، عن  أبيه  ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : { إنما الناس كإبل مائة لا تجد فيها راحلة   } . 
 1468  - حدثنا  إبراهيم بن أبي داود  ، قال : حدثنا  أبو اليمان  ، قال : حدثنا  شعيب بن أبي حمزة  ، عن  الزهري  ، قال : حدثني  سالم بن عبد الله  ، أن  عبد الله بن عمر  ، قال : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : { إنما الناس  [ ص: 105 ] كالإبل المائة لا يكاد يرى فيها راحلة   } . 
 1469  - حدثنا  أحمد بن شعيب  ، قال : حدثنا  سويد بن نصر  ، قال : أخبرنا  عبد الله - يعني : ابن المبارك   - عن  معمر  ، عن  الزهري  ، عن  سالم  ، عن  ابن عمر  ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم... فذكر مثله . 
 1470  - حدثنا  أحمد بن شعيب  ، قال : أخبرنا محمد بن عبيد بن محمد الكوفي  ، عن  سفيان  ، عن  معمر  ، عن  الزهري  ، عن  سالم  ، عن  أبيه  ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم... فذكر مثله . 
 [ ص: 106 ] قال  أبو جعفر   : فتأملنا هذا الحديث ، فوجدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم قد قال القول الذي ذكرناه عنه فيه ، فكان ظاهره عمومه الناس جميعا به ، غير أنا عقلنا أنه صلى الله عليه وسلم لم يردهم جميعا به ؛ لأن فيهم من يحمل عن غيره منهم ما يحمله المحمودون من الناس على من سواهم منهم ممن يكون في جملة ذلك عنهم ، كمثل الرواحل التي تبين بما يحمل عن ما سواها من الإبل التي ليست من الرواحل التي تحمل ، فقال قائل : أفي يجوز هذا في اللغة أن يكون شيء يجري على ذكر الناس يراد به خاصا منهم دون بقيتهم . 
قيل له : نعم هذا جائز فيها ، قال : الله تعالى : الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم  ، فكان في ذلك ذكره عز وجل القائلين بذلك القول بالناس ، وذكره عز وجل المخبر عنهم بالجمع أيضا بالناس ، وهناك ناس آخرون وهم المقول لهم ذلك القول ، ولما كان ما ذكرنا جائزا في اللغة كما وصفنا جاز فيها أيضا أن يكون قول النبي صلى الله عليه وسلم : الناس كإبل مائة يريد به خاصا من الناس ، وهم الذين لا غناء معهم ، ولا منفعة عندهم لمن سواهم من الناس كإبل مائة ليس فيها راحلة تحمل ما يحتاج الناس إلى حمله عنهم ، وتكون الإبل التي لا راحلة فيها كالناس الذين لا منفعة عندهم من علم يؤخذ عنهم ، ولا مما سوى ذلك مما يحتاج بعض الناس إليه من بعض . 
 [ ص: 107 ] وفي الناس سواهم بحمد الله ونعمته من هو في هداية الناس لرشدهم وفي تعليمهم إياهم أمر دينهم ، وفي تسديدهم لهم في أمورهم وفي حمل الكل عنهم كثير ، وقد روي هذا أيضا عن  ابن عمر  من غير هذا الوجه بألفاظ سوى هذه الألفاظ التي روي بها هذا الحديث . 
 1471  - كما قد حدثنا  يونس  ، قال : أخبرنا  عبد الله بن وهب  ، قال : أخبرني  أسامة بن زيد الليثي  ، عن  محمد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان بن عفان  ، عن  عبد الله بن دينار  ، عن  عبد الله بن عمر  ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال : { الناس كالإبل المائة ، هل ترى فيها راحلة ؟ أو متى ترى فيها راحلة ؟ } قال : وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : { لا نعلم شيئا خيرا من مائة مثله إلا المؤمن   } . 
 [ ص: 108 ] قال  أبو جعفر   : ومعنى هذا الحديث كمعنى ما رويناه قبله في صدر هذا الباب . 
وقوله صلى الله عليه وسلم : هل ترى فيها راحلة أو متى ترى فيها راحلة مما قد يحتمل أن يكون على النفي أن ترى فيها راحلة أو تجد فيها راحلة ، أو على الوجود لذلك في الوقت البعيد ، والله أعلم بما أراد رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك وإياه نسأله التوفيق . 
				
						
						
