الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
2878 - "ألا أعلمك كلمات لو كان عليك مثل جبل صير دينا؛ أداه الله عنك ؟ قل: اللهم اكفني بحلالك عن حرامك؛ وأغنني بفضلك عمن سواك"؛ (حم ت ك)؛ عن علي ؛ (ح) .

التالي السابق


(ألا أعلمك كلمات؛ لو كان عليك مثل جبل صير ) ؛ بإسقاط الباء؛ جبل طيئ ؛ وأما بإثباتها؛ فجبل باليمن ؛ والمراد هنا الأول؛ ذكره ابن الأثير ؛ لكن وقفت على نسخة المصنف بخطه؛ فرأيته كتبها "صبير"؛ بالباء؛ وضبطها بفتح الصاد؛ (دينا) ؛ قال الطيبي : يحتمل كون "دينا"؛ تمييزا عن اسم "كان"؛ لما فيه من الإيهام؛ و"عليك"؛ خبره مقدما عليه؛ وأن يكون "دينا"؛ خبر "كان"؛ و"عليك"؛ حال من المستتر في الخبر؛ والعامل معنى الفعل المقدر؛ ومن جوز إعمال "كان"؛ في الحال؛ فظاهر؛ على مذهبه؛ (أداه الله عنك) ؛ إلى مستحقه؛ وأنقذك من مذلته؛ قال: بلى؛ قال: (قل: اللهم اكفني بحلالك عن حرامك؛ وأغنني بفضلك عمن سواك ) ؛ من الخلق؛ وفيه؛ وفيما قبله؛ وبعده؛ أنه ينبغي للعالم أن يذكر للمتعلم أنه يريد تعليمه ؛ وينبهه على ذلك قبل فعله؛ ليكون أوقع في نفسه؛ فيشتد تشوقه إليه؛ وتقبل نفسه عليه؛ فهو مقدمة استرعى بها نفسه؛ لتفهيم ما يسمع؛ ويقع منه بموقع.

(حم ت ك) ؛ في الدعاء؛ (عن علي ) ؛ ابن أبي طالب - كرم الله وجهه -؛ قال الترمذي : حسن غريب؛ وقال الحاكم : صحيح؛ وأقره الذهبي .




الخدمات العلمية