الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
3099 - "الإيمان الصبر؛ والسماحة" ؛ (ع طب)؛ في مكارم الأخلاق)؛ عن جابر ؛ (ض) .

التالي السابق


( الإيمان الصبر؛ والسماحة ) ؛ قال البيهقي : يعني بالصبر: الصبر عن محارم الله؛ وبالسماحة: أن يسمح بأداء ما افترض عليه؛ أهـ؛ [ ص: 187 ] ففسر الإيمان بهما؛ لأن الأول يدل على الترك؛ والثاني على الفعل؛ وبما قاله البيهقي صرح الحسن البصري ؛ فقال: الصبر عن المعصية؛ والسماحة على أداء الفرائض.

(تنبيه) : قال الغزالي : الصبر ملاك الإيمان؛ لأن التقوى أفضل البر؛ والتقوى بالصبر؛ والصبر مقام من مقامات الدين؛ ومنزل من منازل السالكين؛ وجميع مقامات السالكين ينتظم من معارف؛ وأحوال؛ وأعمال؛ فالمعارف هي الأصول؛ وهي تورث الأحوال؛ والأحوال تثمر الأعمال؛ فالمعارف كالأشجار؛ والأحوال كالأغصان؛ والأعمال كالثمار؛ وهذا مطرد في جميع منازل السالكين إلى الله؛ واسم الإيمان تارة يختص بالمعارف؛ وتارة يطلق على الكل؛ وكذا الصبر؛ لا يتم إلا بمعرفة سابقة؛ وبحالة قائمة؛ والصبر على التحقيق عبارة عنهما؛ ولا يعرف هذا إلا بمعرفة كيفية الترتيب بين الملائكة؛ والإنس؛ والبهائم؛ فإن الصبر خاصية الإنس؛ ولا يتصور ذلك في البهائم؛ لنقصانها؛ ولا الملائكة؛ لكمالها؛ لأن البهائم سلطت عليها الشهوات؛ فصارت مسخرة لها؛ فلا باعث لها على حركة؛ أو سكون؛ إلا هي؛ ولا قوة لها تصادم الشهوة؛ حتى يسمى ثبات تلك القوة "صبرا"؛ والملائكة جردوا للأشواق إلى الحضرة الربوبية؛ والابتهاج بدرجة القرب منها؛ ولم يسلط عليها شهوة صادة صارفة عنها؛ حتى تحتاج إلى مصادمة ما يصرفها عن حضرة الجلال؛ بجند آخر؛ وأما الإنسان فقد تعارض فيه الأمران؛ فاحتاج إلى ثبات جند؛ في مقابلة جند آخر؛ قام للقتال بينهما؛ لتضاربهما؛ وذلك هو حقيقة الصبر.

(ع طب؛ في مكارم الأخلاق؛ عن جابر ) ؛ قال الهيثمي : فيه يوسف بن محمد بن المنكدر ؛ متروك؛ وقال النسائي : ضعيف؛ انتهى؛ وفي الميزان عن النسائي : متروك الحديث؛ ثم ساق له مما أنكر عليه هذا الخبر.




الخدمات العلمية