الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
3559 - "ثمانية أبغض خليقة الله إليه يوم القيامة: السقارون؛ وهم الكذابون؛ والخيالون؛ وهم المستكبرون ؛ والذين يكنزون البغضاء لإخوانهم في صدورهم؛ فإذا لقوهم تخلقوا لهم؛ والذين إذا دعوا إلى الله ورسوله كانوا بطاء؛ وإذا دعوا إلى الشيطان وأمره كانوا سراعا؛ والذين لا يشرف لهم طمع من الدنيا إلا استحلوه بأيمانهم؛ وإن لم يكن لهم ذلك بحق؛ والمشاؤون بالنميمة؛ والمفرقون بين الأحبة؛ والباغون البرآء الدحضة؛ أولئك يقذرهم الرحمن - عز وجل"؛ أبو الشيخ ؛ في التوبيخ؛ وابن عساكر ؛ عن الوضين بن عطاء ؛ مرسلا؛ (ح) .

التالي السابق


(ثمانية) ؛ من الناس؛ (أبغض خليقة الله إليه يوم القيامة) ؛ قيل: ومن هم يا رسول الله؟ قال: (السقارون) ؛ بسين؛ أو صاد؛ مهملتين؛ وقاف مشددة؛ (وهم الكذابون) ؛ وفسره في خبر آخر بأنهم "نشء يكون في آخر الزمان؛ تحيتهم إذا التقوا التلاعن" ؛ وإليه يميل كلام أهل اللغة؛ (والخيالون) ؛ بخاء معجمة؛ وشد التحتية؛ (وهم المستكبرون؛ والذين يكنزون البغضاء لإخوانهم ) ؛ في الإسلام؛ (في صدورهم) ؛ أي: قلوبهم؛ (فإذا) ؛ رأوهم و (لقوهم تخلقوا لهم) ؛ بمثناة فوقية؛ وخاء معجمة؛ مفتوحتين؛ ولام [ ص: 338 ] مفتوحة شديدة وقاف؛ أي: أظهروا من خلقهم خلاف ما في طويتهم؛ (والذين إذا دعوا إلى الله ورسوله) ؛ أي: إلى طاعتهما؛ (كانوا بطاء ) ؛ بكسر الموحدة؛ والمد؛ بضبطه؛ (وإذا دعوا إلى الشيطان وأمره) ؛ من اللهو والمعاصي؛ (كانوا سراعا) ؛ بتثليث السين المهملة؛ (والذين لا يشرف لهم طمع من الدنيا إلا استحلوه بأيمانهم؛ وإن لم يكن لهم ذلك بحق؛ والمشاؤون) ؛ بين الناس؛ (بالنميمة) ؛ ليفسدوا بينهم؛ (والمفرقون بين الأحبة ) ؛ بالفتن ونحوها؛ (والباغون البرآء) ؛ أي: الطالبون؛ (الدحضة) ؛ بالتحريك؛ في المصباح: "دحض الرجل"؛ زلق؛ (أولئك يقذرهم الرحمن - عز وجل) ؛ أي: يكره فعالهم.

( أبو الشيخ ؛ في) ؛ كتاب؛ (التوبيخ؛ وابن عساكر ) ؛ في التاريخ؛ (عن الوضين بن عطاء ؛ مرسلا) ؛ هو الخزاعي الدمشقي؛ قال الذهبي : ثقة؛ وبعضهم يضعفه؛ مات سنة تسع وأربعين ومائة.




الخدمات العلمية