الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
4114 - "خيركم أزهدكم في الدنيا؛ وأرغبكم في الآخرة" ؛ (هب)؛ عن الحسن ؛ مرسلا؛ (صح) .

التالي السابق


( خيركم أزهدكم في الدنيا ) ؛ لدناءتها؛ وفنائها؛ (وأرغبكم في الآخرة) ؛ لشرفها؛ وبقائها؛ فالعاقل من نزه نفسه عن الدنيا وأوضارها؛ وجعلها خادمة له؛ وأجمل في الطلب؛ وسعى في التخلص؛ فإنه إذا أعرض عنها أتته راغمة خادمة؛ والذي يصل إليه منها وهو يقبل عليها هو الذي يصل إليه وهو معرض عنها؛ وأنا أضرب لك مثلا: رجل صرف وجهه للشمس؛ فرجع ظله خلفه؛ فقصد نحو الشمس؛ فاتبعه ظله؛ ولم يلحقه؛ ولا نال منه إلا ما حصل تحت قدميه؛ فهل الإنسان إن أقبل بوجهه على ظله؛ واستدبر الشمس؛ وجرى ليلحق ظله [سيلحقه؟] فلا هو ملحق للظل؛ وقد فاته حظه من الشمس؛ وهم الذين قال الله فيهم: ارجعوا وراءكم فالتمسوا نورا ؛ وما لحق من الظل إلا ما تحت قدميه؛ وهو الحاصل له في استدباره الشمس من [ ص: 500 ] الظل؛ فأنت ذلك الرجل؛ والشمس وجود الحق؛ والظل الدنيا؛ وما حصل تحت قدميك القوت الذي لا بد منه.

(هب؛ عن الحسن ؛ مرسلا) ؛ وهو البصري .




الخدمات العلمية