الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
3471 - "ثلاث منجيات: خشية الله (تعالى)؛ في السر والعلانية ؛ والعدل في الرضا والغضب؛ والقصد في الفقر والغنى؛ وثلاث مهلكات: هوى متبع؛ وشح مطاع؛ وإعجاب المرء بنفسه"؛ أبو الشيخ ؛ في التوبيخ؛ (طس)؛ عن أنس ؛ (ض) .

التالي السابق


(ثلاث منجيات) ؛ من عذاب الله (تعالى)؛ ( خشية الله ) ؛ أي: خوفه (تعالى)؛ (في السر والعلانية؛ والعدل في الرضا والغضب ) ؛ "العادل": من لا يميل في الهوى؛ فيجور في الحكم؛ ( والقصد في الفقر والغنى ) ؛ أي: التوسط فيهما؛ (وثلاث مهلكات) ؛ أي: يردين فاعلهن في الهلاك؛ ( هوى متبع؛ وشح مطاع ) ؛ قال ابن الأثير : هو أن يطيعه صاحبه في منع الحقوق التي أوجبها الله عليه في ماله؛ يقال: "أطاعه؛ يطيعه"؛ فهو مطيع؛ و"طاع له؛ يطوع؛ ويطيع؛ فهو طائع"؛ أي: أذعن؛ وأقر؛ والاسم: الطاعة؛ ( وإعجاب المرء بنفسه ) ؛ قال القرطبي : وهو ملاحظته لها بعين الكمال والاستحسان؛ مع نسيان منة الله؛ فإن وقع على الغير واحتقره؛ فهو الكبر؛ قال الغزالي : أحذرك ثلاثا من خبائث القلب؛ هي الغالبة على متفقهة العصر؛ وهي مهلكات؛ وأمهات لجملة من الخبائث سواها: الحسد والرياء والعجب؛ فاجتهد في تطهير قلبك منها؛ فإن عجزت عنه؛ فأنت عن غيره أعجز؛ ولا تظن أنه يسلم لك بنية صالحة في تعلم العلم وفي قلبك شيء من الحسد والرياء والعجب؛ فأما الحسد؛ فالحسود هو الذي يشق عليه إنعام الله على عبد من عباده؛ بمال؛ أو علم؛ أو محبة؛ أو حظ؛ حتى يحب زوالها عنه؛ وإن لم يحصل له شيء فهو المعذب؛ الذي لا يرحم؛ [ ص: 307 ] فلا يزال في عذاب؛ فالدنيا لا تخلو عن كثير من أقرانه؛ فهو في عذاب في الدنيا؛ إلى موته؛ ولعذاب الآخرة أشد وأكبر؛ وأما الهوى المتبع؛ فهو طلبك المنزلة في قلوب الخلق؛ لتنال الجاه والحشمة؛ وفيه هلك أكثر الناس؛ وأما العجب؛ فهو الداء العضال؛ وهو نظر العبد إلى نفسه بعين العز والاستعظام؛ ونظره لغيره بعين الاحتقار؛ وثمرته أن يقول: "أنا.. وأنا.."؛ كما قال إبليس؛ ونتيجته في المجالس التقدم والترفع؛ وطلب التصدر؛ وفي المحاورة الاستنكاف من أن يرد كلامه؛ وذلك مهلك للنفس في الدنيا؛ والآخرة؛ قال الزمخشري : الإعجاب هو فتنة العلماء؛ وأعظم بها من فتنة؛ وقال في العوارف: وما نقل عن جمع كبار من كلمات مؤذنة بالإعجاب؛ فهو بسقيا السكر؛ وانحصارهم في مضيقه؛ وعدم خروجهم لفضاء الفقر في ابتداء أمرهم؛ فإنه إذا حدق صاحب البصيرة نظره؛ علم أنه من استراق النفس؛ قال عند نزول الوارد على القلب والنفس عند الاستراق المذكور: تظهر بصفتها؛ فتصدر عنها تلك الكلمات؛ كقول بعضهم: "ما تحت خضر السماء مثلي"؛ وقول بعضهم: "أسرجت؛ وألجمت؛ وطفت في أقطار الأرض؛ وقلت: هل من مبارز؛ فلم يخرج إلي أحد"؛ فهذا كله يطفح عليهم حال السكر؛ فيحتمل.

( أبو الشيخ ؛ في التوبيخ) ؛ وكذا البزار ؛ وأبو نعيم ؛ والبيهقي ؛ (طس) ؛ كلهم؛ (عن أنس ) ؛ قال الحافظ العراقي : سنده ضعيف.




الخدمات العلمية