الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
2987 - "أيما راع غش رعيته؛ فهو في النار" ؛ ابن عساكر ؛ عن معقل بن يسار ؛ (ح) .

التالي السابق


( أيما راع غش رعيته ) ؛ أي: مرعيته؛ يعني: خانهم؛ ولم ينصح لهم؛ (فهو في النار) ؛ أي: يعذب بنار جهنم؛ شاء الله أن يعذبه؛ قال الزمخشري : و"الراعي": القائم على الشيء بحفظ؛ وإصلاح؛ كراعي الغنم؛ وراعي الرعية؛ ويقال: "من راعي هذا الشيء؟"؛ أي: متوليه؛ وصاحبه؛ و"الرعي": حفظ الشيء لمصلحته؛ وذهب جمهور الصوفية إلى أن المراد بالراعي في هذا الخبر وما أشبهه؛ كخبر: "كلكم راع؛ وكلكم مسؤول عن رعيته" ؛ هو الروح الإنساني؛ ورعيه جوارحه؛ فيجب أن يسلك بها في التخلية؛ والتحلية؛ أعدل المسالك؛ وأن يعدل في مملكة وجودها؛ لأنها بحسب الصورة هي المملكة؛ وسلطان صولتها هو المالك؛ ومرادهم بعدلها أن يستعمل كل جارحة فيما طلب منها شرعا؛ على جهة الرفق؛ والاقتصاد؛ وأن يبدل كل خلق ذميم؛ بخلق حميد قويم؛ بناء على أن الخلق يقبل التغيير؛ وهو القول المنصور؛ أهـ.

( ابن عساكر ) ؛ في التاريخ؛ (عن معقل ) ؛ بفتح الميم؛ وسكون المهملة؛ ( ابن يسار ) ؛ ضد اليمين.




الخدمات العلمية