الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
3062 - "الإسلام يزيد؛ ولا ينقص" ؛ (حم د ك هق)؛ عن معاذ .

التالي السابق


(الإسلام يزيد؛ ولا ينقص) ؛ قال البيهقي : قال عبد الوارث : أراد أن حكم الإسلام يغلب ؛ ومن تغليبه أن يحكم للولد بالإسلام بإسلام أحد أبويه؛ أهـ؛ وقال جمع: معناه أن الإسلام يزيد بالداخلين فيه؛ ولا ينقص بالمرتدين؛ أو يزيد بما فتح الله من البلاد؛ ولا ينقص بما غلب عليه الكفرة منها؛ وتعلق بظاهره من ورث المسلمين من الكفار؛ والأئمة الأربعة كالخلفاء الأربعة على المنع؛ والخبر بفرض دلالته على التوريث؛ فيه مجهول؛ وضعيف؛ قال القرطبي : الحديث ليس نصا في المراد؛ بل محصوله أنه يفضل غيره من الأديان؛ ولا تعلق له بالإرث؛ وقد عارضه قياس آخر؛ وهو أن التوارث متعلق بالولاية؛ ولا ولاية بين مسلم وكافر ؛ لقوله (تعالى): لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء ؛ الآية؛ وأطال في ذلك؛ فلا يقاوم الخبر الصحيح الصريح؛ وهو أن المسلم لا يرث الكافر؛ والكافر لا يرث المسلم.

(حم) ؛ عن محمد بن جعفر ؛ عن شعبة ؛ عن عمرو ؛ عن أبي حكيم ؛ عن عبد الله بن بريدة ؛ عن يحيى بن يعمر ؛ عن أبي الأسود الديلمي ؛ عن معاذ ؛ (د) ؛ أي: أبو داود الطيالسي ؛ في مسنده؛ عن شعبة ؛ به؛ (ك) ؛ وقال: صحيح؛ ولم يتعقبه الذهبي ؛ (هق) ؛ كلهم من هذا الوجه؛ (عن معاذ ) ؛ ابن جبل ؛ قال الحافظ في الفتح: قال الحاكم : صحيح؛ وتعقب بالانقطاع بين أبي الأسود ؛ ومعاذ ؛ لكن سماعه منه ممكن؛ وقد زعم الجوزقاني أنه باطل؛ وهي مجازفة؛ وقال القرطبي في المفهم: هو كلام يحكى؛ ولا يروى؛ ولعله ما وقف على ما ذكر؛ أهـ؛ وسبب هذا الحديث كما في أبي داود عن عبد الله بن بريدة أن أخوين اختصما إلى يحيى بن يعمر ؛ يهوديا؛ ومسلما؛ في ميراث أخ لهما يهودي؛ فورث المسلم ؛ وقال: حدثني أبو الدرداء أن رجلا حدثه عن معاذ : "سمعت رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - يقول:..."؛ فذكره؛ قال ابن عبد البر : وهذا لا حجة فيه؛ وليس في اللفظ ما يعطيه؛ وجعله ابن الجوزي موضوعا؛ ونازعه المؤلف.




الخدمات العلمية