الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
3098 - "الإيمان قيد الفتك؛ لا يفتك مؤمن" ؛ (تخ د ك)؛ عن أبي هريرة ؛ (حم)؛ عن الزبير ؛ ومعاوية ؛ (صح م) .

التالي السابق


( الإيمان قيد الفتك ) ؛ أي: يمنع من الفتك؛ الذي هو القتل بعد الأمان غدرا ؛ كما يمنع القيد من التصرف؛ بمنع الإيمان من الغدر؛ (لا يفتك مؤمن) ؛ خبر بمعنى النهي؛ لأنه متضمن للمكر؛ والخديعة؛ أو هو نهي؛ وما روي من الفتك بكعب بن الأشرف؛ وابن أبي حقيق وغيرهما؛ فكان قبل النهي؛ أو هي وقائع مخصوصة بأمر سماوي؛ لما في المفتوكين من الغدر؛ وسب الإسلام؛ وأهله؛ قال الزمخشري : الفرق بين الفتك؛ والغيلة؛ أن الفتك أن تهتبل غرته؛ فتهلكه؛ جهارا؛ والغيلة أن تكتمن له في محل؛ فتقتله خفية؛ أهـ؛ وظاهر أن المراد في الحديث هما؛ معا؛ قال العسكري : الناس يستحسنون لامرئ القيس قيد الأوابد في وصف فرسه؛ يريد أن الأوابد من الوحش إذا رأته أيست أن تنجو منه؛ فتكون الفرس كالقيد لها؛ ويزعمون أنه اخترعه؛ وابتدعه؛ وقد اتفق في هذا الحديث ما هو أحسن منه؛ من غير تعمل.

(تخ د) ؛ في الجهاد؛ (ك؛ عن أبي هريرة ؛ حم؛ عن الزبير ) ؛ ابن العوام ؛ جاء إليه رجل؛ فقال: ألا أقتل لك عليا ؟ فقال: كيف تقتله ومعه الجنود؟ قال: أفتك به؛ قال: "لا؛ إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:..." ؛ فذكره؛ (د؛ عن معاوية ) ؛ وسبب تحديثه به أنه دخل على عائشة ؛ فقالت: "أقتلت حجرا وأصحابه يا معاوية ؟ ما أمنك أن يقعد لك رجلا يفتك بك؟ فقال معاوية : "إني في بيت أمان؛ سمعت نبي الله - صلى الله عليه وسلم - يقول:..."؛ فذكره؛ ثم قال: "كيف أنا في حوائجك؟"؛ قالت: "صالح"؛ قال: "فدعيني وحجرا؛ غدا نلتقي عند الله" ؛ قال المناوي وغيره: وسنده جيد؛ ليس فيه إلا أسباط بن الهمداني ؛ وإسماعيل بن عبد الرحمن السدي ؛ وقد خرج لهما مسلم .




الخدمات العلمية