الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
3196 - "البذاذة من الإيمان" ؛ (حم هـ ك)؛ عن أبي أمامة الحارثي ؛ (صح) .

التالي السابق


(البذاذة) ؛ بفتح الموحدة؛ وذالين معجمتين؛ قال الراوي: يعني: التقحل؛ بالقاف؛ وحاء مهملة: رثاثة الهيئة؛ وترك الترفه وإدامة التزين والتنعم في البدن والملبس؛ إيثارا للخمول بين الناس؛ (من الإيمان) ؛ أي: من أخلاق أهل الإيمان؛ إن قصد به تواضعا؛ وزهدا؛ وكفا للنفس عن الفخر والتكبر؛ لا إن قصد إظهار الفقر؛ وصيانة المال؛ وإلا؛ فليس من الإيمان من عرض النعمة للكفران؛ وأعرض عن شكر المنعم المنان؛ فالحسن والقبح في أشباه هذا؛ بحسب قصد القائم بها؛ "إنما الأعمال بالنيات".

(تنبيه) : قال العارف ابن عربي : عليك بالبذاذة؛ فإنها من الإيمان؛ وورد: "اخشوشنوا"؛ وهي من صفات الحاج؛ وصفة أهل القيامة؛ فإنهم غبر؛ شعث؛ عراة؛ حفاة؛ وذلك أنفى للكبر؛ وأبعد من العجب والزهو والخيلاء والصلف؛ وهي أمور ذمها الشرع والعرف؛ فلذلك جعلها من الإيمان؛ وألحقها بشعبه؛ فإن المصطفى - صلى الله عليه وسلم - قال: "الإيمان بضع وسبعون شعبة؛ أعلاها: لا إله إلا الله؛ وأدناها: إماطة الأذى عن الطريق" ؛ ولا شك أن الزهو والعجب والكبر؛ أذى في طريق سعادة المؤمن؛ ولا يماط هذا الأذى إلا بالبذاذة؛ فلذلك جعلها من الإيمان.

(حم هـ) ؛ في الزهد؛ (ك) ؛ في الإيمان؛ من حديث صالح بن صالح ؛ عن عبد الله بن أبي أمامة ؛ (عن أبي أمامة ) ؛ إياس بن ثعلبة الحارثي ؛ قال: ذكر أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوما عنده الدنيا؛ فقال: "ألا تسمعون؟ ألا تسمعون؟..." ؛ ثم ذكره؛ قال الحاكم : احتج به مسلم بصالح ؛ وأقره الذهبي عليه؛ وقال الحافظ العراقي في أماليه: حديث حسن؛ وقال الديلمي : هو صحيح؛ ورواه عنه أيضا أبو داود ؛ في الترجل؛ وقال ابن حجر في الفتح - بعد عزوه -: حديث صحيح؛ فما أوهمه صنيع المصنف من تفرد ابن ماجه به؛ غير جيد.




الخدمات العلمية