الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
3346 - "تفكروا في الخلق؛ ولا تفكروا في الخالق؛ فإنكم لا تقدرون قدره" ؛ أبو الشيخ ؛ عن ابن عباس ؛ (ض) .

التالي السابق


( تفكروا في الخلق) ؛ أي: تأملوا في المخلوقات ؛ ودوران الفلك؛ وارتفاع هذا السقف المرفوع بغير عمد؛ ومجاري هذه البحار؛ والأنهار؛ فمن تحقق ذلك؛ علم أن له صانعا ومدبرا لا يعزب عنه مثقال ذرة؛ وفي النصائح: "املأ عينيك من زينة هذه الكواكب؛ وأجلهما في جملة هذه العجائب؛ متفكرا في قدرة مقدرها؛ متدبرا حكمة مدبرها؛ قبل أن يسافر بك القدر؛ ويحال بينك وبين النظر"؛ ( ولا تفكروا في الخالق) ؛ فإن كل ما يخطر بالبال فهو بخلافه ؛ (فإنكم لا تقدرون قدره) ؛ أي: لا تعرفونه حق معرفته؛ لما له من الإحاطة بصفات الكمال؛ ولما جبلتم عليه من النقص؛ قال العارف ابن عطاء الله : الفكرة سير القلب في ميدان الأغيار؛ الفكرة سراج القلب؛ فإذا ذهبت؛ فلا إضاءة له؛ الفكرة فكرتان: فكرة تصديق وإذعان؛ وهي لأرباب الاعتبار المستدلين بالصنعة على الصانع؛ وبالمخلوق على الخالق؛ أخذا من قوله - سبحانه وتعالى -: قل انظروا ماذا في السماوات ؛ سنريهم آياتنا في الآفاق ؛ وفكرة أهل شهود وعيان؛ وهم الذين عرفوا الصنعة بالصانع؛ وشهدوا الخلق بالخالق؛ استمدادا من قوله (تعالى): أولم يكف بربك أنه على كل شيء شهيد

( أبو الشيخ ) ؛ في كتاب العظمة؛ (عن ابن عباس ) ؛ قال: خرج النبي - صلى الله عليه وسلم - على قوم ذات يوم وهم يتفكرون؛ فقال: "ما لكم لا تتكلمون؟"؛ فقالوا: نتفكر في الله ؛ فذكره.




الخدمات العلمية