الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
3403 - "التسبيح نصف الميزان؛ والحمد لله تملؤه؛ ولا إله إلا الله؛ ليس لها دون الله حجاب حتى تخلص إليه" ؛ (ت)؛ عن ابن عمرو ؛ (صح) .

التالي السابق


( التسبيح نصف الميزان؛ والحمد لله تملؤه ) ؛ فيه وجهان؛ الأول: يراد التسوية بين التسبيح والتحميد؛ بأن كل واحد منهما يأخذ نصف كفة الحسنات؛ فيملآنها معا؛ لأن الأذكار هي أم العبادات البدنية؛ والغرض الأصلي من شرعها ينحصر في التنزيه؛ والتمجيد؛ والتسبيح يستوعب القسم الأول؛ والتحميد يتضمن الثاني؛ والثاني أن يراد بيان تفضيل الحمد على التسبيح؛ وأن ثوابه ضعف ثواب التسبيح؛ فالتسبيح نصف الميزان؛ والتحميد وحده يملؤه؛ وذلك لأن الحمد المطلق إنما يستحقه من كان مبرأ عن النقائص؛ منعوتا بنعوت الجلال؛ وصفات الإكرام؛ فيكون الحمد شاملا للأمرين؛ وأعلى القسمين؛ ويؤيده الترقي في قوله: ( ولا إله إلا الله؛ ليس لها من دون الله حجاب ) ؛ أي: ليس لقبولها حجاب يحجبها عنه؛ لاشتمالها على التنزيه؛ والتحميد؛ ونفي الشريك صريحا؛ ومن ثم جعله من جنس آخر؛ لأن الأولين دخلا في معنى الوزن والمقدار في الأعمال؛ وهذا حصل منه القرب إلى الله؛ من غير حاجز؛ (حتى تخلص) ؛ أي: تصل؛ (إليه) ؛ المراد بهذا؛ وشبهه: سرعة القبول؛ وكمال الثواب؛ كما سبق.

(ت؛ عن ابن عمرو ) ؛ ابن العاص - رضي الله عنه.




الخدمات العلمية