الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
3620 - "الجفاء كل الجفاء؛ والكفر والنفاق: من سمع منادي الله (تعالى) ينادي بالصلاة؛ ويدعو إلى الفلاح؛ فلا يجيبه" ؛ (طب)؛ عن معاذ بن أنس ؛ (ض) .

التالي السابق


(الجفاء كل الجفاء) ؛ أي: البعد كل البعد؛ (والكفر والنفاق: من سمع منادي الله ينادي) ؛ أي: سمع المؤذن يؤذن؛ (بالصلاة) ؛ المكتوبة؛ (ويدعو إلى الفلاح؛ فلا يجيبه) ؛ أي: يدعوه إلى سبب البقاء في الجنة؛ وهو الصلاة في الجماعة ؛ و"الفلاح"؛ و"الفلح": البقاء؛ ذكره الديلمي ؛ قال أبو البقاء : "الجفاء"؛ في الأصل مصدر؛ وهو هنا مبتدأ؛ و"كل الجفاء"؛ توكيد؛ و"الكفر والنفاق"؛ معطوفان على "الجفاء"؛ و"من سمع"؛ خبر المبتدإ؛ إذ لا بد فيه من حذف مضاف؛ أي: "إعراض من سمع"؛ لأن "من"؛ بمعنى "شخص"؛ أو "إنسان"؛ و"الجفاء"؛ ليس بالإنسان؛ والخبر يجب أن يكون هو المبتدأ في المعنى؛ و"الإعراض"؛ جفاء؛ وهذا الحديث من أقوى حجج من أوجب الجماعة؛ لما أفاده من الوعيد؛ قال الكمال : والمراد به أن وصف النفاق يتسبب عن التخلف عنها؛ لا الإخبار بالواقع أن التخلف لا يقع إلا من منافق؛ فإن الإنسان قد يتخلف كسلا؛ مع صحة الإسلام؛ ويقين التوحيد؛ وعدم النفاق.

(طب) ؛ وكذا الديلمي ؛ من حديث ابن لهيعة ؛ عن زبان ؛ عن سهل بن معاذ ؛ (عن) ؛ أبيه؛ ( معاذ بن أنس ) ؛ ورواه عنه أيضا أحمد ؛ باللفظ المزبور؛ من الوجه المذكور؛ ولعل المؤلف ذهل عنه؛ وإلا فهو أحق بالعزو؛ كما مر غير مرة؛ قال الهيثمي : وفيه زبان بن فائد ؛ ضعفه ابن معين ؛ ووثقه أبو حاتم .




الخدمات العلمية