الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
3817 - "الحسد يأكل الحسنات؛ كما تأكل النار الحطب ؛ والصدقة تطفئ الخطيئة؛ كما يطفئ الماء النار؛ والصلاة نور المؤمن؛ والصيام جنة من النار"؛ (هـ)؛ عن أنس ؛ (ح) .

التالي السابق


(الحسد) ؛ أي: المذموم؛ وهو تسخط قضاء الله؛ والاعتراض عليه ؛ (يأكل الحسنات؛ كما تأكل النار الحطب) ؛ لأنه اعتراض على الله فيما لا عذر للعبد فيه؛ لأنه لا يضره نعمة الله على عبده؛ والله لا يعبث؛ ولا يضع الشيء بغير محله؛ فكأنه نسب ربه للجهل والسفه؛ ومن لم يرض بقضائه فليطلب ربا سواه؛ والحاسد معاقب في الدنيا - بالغيظ الدائم -؛ والآخرة - بإحباط الحسنات -؛ ومن ثم كان من الكبائر؛ قال القاضي : تمسك به من يرى إحباط الطاعات بالمعاصي؛ كالمعتزلة ؛ وأجيب بأن المعنى أن الحسد يذهب حسناته ويتلفها عليه بأن يحمله على أن يفعل بالمحسود من إتلاف مال؛ وهتك عرض؛ وقصد نفس؛ ما يقتضي صرف تلك الحسنات بأسرها في عرضه؛ وقال الطيبي : الأكل هنا استعارة لعدم القبول؛ وأن حسناته مردودة عليه؛ وليست بثابتة في ديوان عمله الصالح؛ حتى تحبط؛ واستثني الحسد في نعمتي كافر؛ وفاجر؛ يستعين بها على فتنة أو فساد؛ ( والصدقة تطفئ الخطيئة؛ كما يطفئ الماء النار؛ والصلاة نور المؤمن ) ؛ أي: ثوابها يكون نورا للمصلي في ظلمة القبر؛ أو على الصراط؛ أو فيهما؛ ( والصيام جنة من النار ) ؛ بضم الجيم؛ أي: وقاية من نار جهنم؛ فلا يدخل صاحبه النار إلا تحلة القسم؛ ولعل المراد الإيمان الكامل.

(هـ؛ عن أنس ) ؛ قال الحافظ العراقي : سنده ضعيف؛ وقال البخاري : لا يصح؛ لكنه في تاريخ بغداد بسند حسن؛ أهـ.




الخدمات العلمية