الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
3819 - "الحسد يفسد الإيمان كما يفسد الصبر العسل" ؛ (فر)؛ عن معاوية بن حيدة ؛ (صح) .

التالي السابق


(الحسد) ؛ أي: المذموم؛ وهو تمني زوال نعمة الغير؛ (يفسد الإيمان؛ كما يفسد الصبر العسل) ؛ قال الغزالي : الحسد هو المفسد للطاعات؛ الباعث على الخطيئات ؛ وهو الداء العضال؛ الذي ابتلي به كثير من العلماء؛ فضلا عن العامة؛ حتى أهلكهم؛ وأوردهم النار؛ وحسبك أن الله أمر بالاستعاذة من شر الحاسد؛ فقال: ومن شر حاسد إذا حسد كما أمر بالاستعاذة من شر الشيطان؛ فانظر كم له من شر وفتنة؛ حتى أنزله منزلة الشيطان والساحر؛ وينشأ عن الحسد إفساد الطاعات وفعل المعاصي والشرور ؛ والتعب والهم بلا فائدة؛ وعمى القلب؛ حتى لا يكاد يفهم حكما من أحكام الله؛ والحرمان؛ والخذلان؛ فلا يكاد يظفر بمراد نفس؛ [قال ابن السماك : لم أر ظالما أشبه بالمظلوم من الحاسد: تعب] دائم؛ وعقل هائم؛ وغم لازم؛ أهـ؛ وزعم بعضهم أنه لا حيلة للمحسود في إزالة حسد الحاسد؛ فإن سعى فيه ضاع سعيه؛ كما قال:


كل العداوة قد ترجى إزالتها إلا عداوة من عاداك في الحسد



ويكفي في قبح الحسد - كما في الإحياء - أنه أول ذنب عصي الله به؛ لأن إبليس لم يحمله على ترك السجود إلا الحسد؛ كما أن قابيل لم يحمله على قتل هابيل إلا الحسد؛ وقد عم وقوعه وطم؛ قال في المنهاج: ولا حيلة في دفعه؛ حتى أعرف بعض الناس بذل جهده في استجلاب دواعي التآلف؛ وأسباب كف التنكر؛ مع شخص من أقرانه؛ فلم يجد؛ ولم يفد.

(تنبيه) :

قالوا: كلما عظمت النعمة على العبد؛ كثرت حساده؛ وعظمت الشماتة فيه؛ وأقول - كما قال شيخنا الشعراوي -: من أعظم نعم الله علي أن حكمي بين الحسدة كبهلوان يمشي على الحبل بقبقاب؛ وجميع الأعداء والحساد والمتعصبين من أهل مصر واقفون تحتي ينتظرون لي زلقة لأنزل إلى الأرض متقطعا؛ فما تغيب الشمس علي أو تطلع كل يوم وأنا لم أقع في شيء يشمتون بي فيه؛ وما في عيني قطرة؛ وهو من نتائج الحقد؛ والحقد من نتائج الغضب؛ فهو فرع الغضب؛ والغضب أصل أصله؛ وله أسباب وعلامات وعلاج؛ وهو من أمراض القلب؛ فمن لم يرزق قلبا سليما منه؛ فعليه بمعالجته؛ ليزول؛ ولعلاجه أدوية مبينة في كتب القوم؛ كالإحياء؛ والمنهاج.

(فر؛ عن معاوية بن حيدة ) ؛ وفيه مخيس بن تميم ؛ قال الذهبي في الضعفاء: مجهول؛ وقال العقيلي : لا يتابع على حديثه؛ عن بهز بن حكيم ؛ وفيه لين.




الخدمات العلمية