الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
3830 - "الحلف منفقة للسلعة؛ ممحقة للبركة" ؛ (ق د ن)؛ عن أبي هريرة ؛ (صح) .

التالي السابق


(الحلف) ؛ أي: اليمين الكاذبة على البيع ؛ وفي رواية مسلم : "اليمين"؛ قال الزركشي : وهو أوضح؛ وفي رواية أحمد : "اليمين الكاذبة"؛ وهي أصرح؛ (منفقة) ؛ "مفعلة"؛ من "نفق البيع"؛ راج البيع؛ ضد كسد؛ أي: مزيدة؛ (للسلعة) ؛ بكسر: البضاعة؛ أي: رواج لها؛ (ممحقة) ؛ "مفعلة"؛ من "المحق"؛ أي: مذهبة؛ (للبركة) ؛ يعني: مظنة لمحقها؛ أي: نقصها؛ أو ذهابها؛ وحكى عياض ضم أوله؛ وكسر الحاء؛ بصيغة اسم الفاعل؛ قال الزركشي : لكن الرواية بفتح أولهما؛ وسكون ثانيهما؛ "مفعلة"؛ من "المحق"؛ وأسند الفعل إلى الحلف؛ إسنادا مجازيا؛ لأنه سبب لرواج السلعة ونفاقها؛ وقوله: "الحلف"؛ مبتدأ؛ خبره: "منفقة"؛ و"ممحقة"؛ خبر بعد خبر؛ وصح الإخبار بهما مع أنه مذكر؛ وهما مؤنثان؛ بأنها إما بتأويل الحلف باليمين؛ أو أن الهاء للمبالغة؛ لا للتأنيث؛ واعلم أن المصطفى - صلى الله عليه وسلم - ذكر هذا الحديث كالتفسير لآية: يمحق الله الربا ؛ لأن الربا: الزيادة؛ فيقال: كيف يجتمع المحق والزيادة؛ فبين بالحديث أن اليمين مزيدة في الثمن؛ ممحقة للبركة منه؛ والبركة أمر زائد على العدد؛ وقوله (تعالى): يمحق الله الربا ؛ أي: يمحق البركة منه؛ وإن بقي عدده كما كان؛ قال الراغب : فحق المسلم أن يتحاشى من الاستعانة باليمين في الحق؛ وأن يتحقق قدر المقسم به؛ ويعلم أن الأغراض الدنيوية أخس من أن يفزع فيها إلى الحلف بالله ؛ فإنه إذا قال "والله إنه لكذا"؛ تقديره: إن ذلك حق؛ كما أن وجود الله حق؛ وهذا الكلام يتحاشى منه من في قلبه حبة خردل من تعظيم الله؛ ولا تشتروا بآياتي ثمنا قليلا

(ق) ؛ في البيع؛ (د ن؛ عن أبي هريرة ) ؛ واللفظ للبخاري ؛ ولفظ مسلم : "ممحقة للربح".




الخدمات العلمية