الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
3914 - "خصلتان لا يجتمعان في منافق: حسن سمت؛ ولا فقه في الدين" ؛ (ت)؛ عن أبي هريرة ؛ (صح) .

التالي السابق


( خصلتان لا يجتمعان في منافق: حسن سمت ) ؛ أي: حسن هيئة ومنظر في الدين؛ قال القاضي : "السمت"؛ في الأصل: الطريق؛ ثم استعير لهدي أهل الخير؛ يقال: "ما أحسن سمته!"؛ أي: هديه؛ (ولا فقه في الدين) ؛ عطفه على السمت؛ مع كونه مثبتا؛ لكونه في سياق النفي؛ قال في الإحياء: ما أراد بالحديث الفقه الذي ظننته؛ وأدنى درجات الفقيه أن يعلم أن الآخرة خير من الدنيا؛ وقال التوربشتي : حقيقة الفقه في الدين ما وقع في القلب؛ ثم ظهر على اللسان؛ فأفاد العلم؛ وأورث التقوى؛ وأما ما يتدارس المغرورون فبمعزل عن الرتبة العظمى؛ لتعلق الفقه بلسانه دون قلبه؛ وقال الطيبي : قوله: "خصلتان لا يجتمعان"؛ ليس المراد به أن واحدة منهما قد تحصل في المنافق دون الأخرى؛ بل هو تحريض للمؤمن على اتصافه بهما معا؛ وتجنب أضدادهما؛ فإن المنافق من يكون عاريا منهما؛ وهو من باب التغليظ؛ قال بعضهم: السمت الحسن: هيئة أهل الخير؛ وقال بعضهم: مراده بالفقه في الدين: العلم بالدنيا في باطنه؛ فالمنافق قد يقصد سمت الدين من غير فقه في باطنه؛ وقد يحصل الإنسان علم الدين؛ ويغلبه هواه؛ فيخرج عن سمت الصالحين ؛ فإذا اجتمع الظاهر؛ والباطن؛ انتفى النفاق؛ لا يستوي سره؛ وعلنه.

(ت) ؛ في العلم؛ (عن أبي هريرة ) ؛ وقال: غريب؛ لا نعرفه من حديث عوف ؛ عن خلف بن أيوب العامري ؛ ولا أدري كيف هو؛ انتهى؛ وقال الذهبي : تفرد به خلف؛ وقد ضعفه ابن معين ؛ وقال السخاوي : سنده ضعيف.




الخدمات العلمية