الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
4076 - "خير لهو المؤمن السباحة؛ وخير لهو المرأة المغزل" ؛ (عد)؛ عن ابن عباس ؛ (ض) .

التالي السابق


( خير لهو المؤمن السباحة ) ؛ أي: العوم؛ ( وخير لهو المرأة المغزل ) ؛ أي: لمن يليق بها ذلك منهن؛ أما نحو بنات الملوك فقد يقال: إن لهوها يكون بالاشتغال في نحو التطريز؛ أو التكليل؛ وهذا الخبر - وإن كنا سنقرر ضعفه - فله شواهد؛ منها خبر ابن حبان عن عائشة ؛ مرفوعا: "لا تسكنوهن الغرف؛ ولا تعلموهن الكتابة؛ وعلموهن المغزل؛ وسورة (النور) " ؛ ورواه الحاكم عنها أيضا؛ وقال: صحيح الإسناد؛ وخرجه البيهقي ؛ في الشعب؛ عن الحاكم ؛ ثم خرجه بإسناد آخر بنحوه؛ وقال: هو بهذا الإسناد منكر؛ قال المؤلف: فعلم منه أنه بغير هذا الإسناد غير منكر؛ وبه رد على ابن الجوزي دعواه؛ وضعفه؛ نعم قال الحافظ ابن حجر في الأطراف - بعد قول الحاكم : صحيح -: بل عبد الوهاب - أحد رواته - متروك؛ وقضية صنيع المصنف أن مخرجه ابن عدي لم يخرج الحديث إلا هكذا؛ والذي وقفت عليه من كلامه أنه ساقه عن ابن عباس مرفوعا؛ بما نصه: "لا تعلموا نساءكم الكتابة؛ ولا تسكنوهن الغرف" ؛ وقال: "خير لهو المؤمن السباحة؛ وخير لهو المرأة المغزل" ؛ أهـ؛ بنصه.

(عد) ؛ عن جعفر بن سهل ؛ عن جعفر بن نصر ؛ عن حفص بن غياث ؛ عن ليث ؛ عن مجاهد ؛ (عن ابن عباس ) ؛ ثم قال مخرجه ابن عدي في الكامل: جعفر بن نصر حدث عن الثقات بالبواطيل؛ أهـ؛ ومن ثم حكم ابن الجوزي بوضعه؛ وأقره عليه المصنف في مختصر الموضوعات؛ في الميزان؛ في ترجمة جعفر بن نصر ؛ أنه متهم بالكذب؛ وهو أبو ميمون العنبري ؛ ذكره صاحب الكامل؛ فقال: حدث عن الثقات بالبواطيل؛ ثم ساق له أحاديث؛ هذا منها.




الخدمات العلمية