الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
4256 - "الدعاء مخ العبادة" ؛ (ت)؛ عن أنس ؛ (ض) .

التالي السابق


( الدعاء مخ العبادة ) ؛ أي: خالصها؛ لأن الداعي إنما يدعو الله عند انقطاع أمله مما سواه؛ وذلك حقيقة التوحيد والإخلاص؛ ولا عبادة فوقها؛ فكان مخها بهذا الاعتبار؛ وأيضا لما فيه من إظهار الافتقار والتبري من الحول والقوة؛ وهو سمت العبودية؛ واستشعار ذلة البشرية؛ ومتضمن للثناء على الله؛ وإضافة الكرم والجود إليه؛ وبقية الحديث: ثم قرأ: وقال ربكم ادعوني أستجب لكم ؛ قال القاضي : إنما حكم بأن الدعاء هو العبادة الحقيقية التي تستأهل أن تسمى عبادة من حيث إنه يدل على أن فاعله مقبل بوجهه إلى الله؛ معرض عما سواه؛ لا يرجو ولا يخاف إلا منه؛ استدل عليه بالآية؛ فإنها تدل على أنه أمر مأمور به؛ إذا أتى به المكلف قبل منه؛ لا محالة؛ وترتب عليه المقصود ترتب الجزاء على الشرط؛ والمسبب على السبب؛ وما كان كذلك كان أتم العبادة وأكملها؛ أهـ؛ قال الراغب : والعبودية إظهار التذلل؛ والعبادة أبلغ منها؛ لأنها غاية التذلل؛ ولا يستحقها إلا من له غاية الأفعال؛ قال الطيبي : ويمكن حمل العبادة على المعنى اللغوي؛ أي: الدعاء ليس إلا إظهار غاية التذلل والافتقار والاستكانة؛ قال (تعالى): يا أيها الناس أنتم الفقراء إلى الله والله هو الغني الحميد ؛ الجملتان واردتان على الحصر؛ وما شرعت العبادة إلا للخضوع للبارئ؛ والافتقار إليه.

(ت) ؛ في الدعوات؛ (عن أنس ) ؛ وقال: غريب من هذا الوجه؛ لا نعرفه إلا من حديث ابن لهيعة .




الخدمات العلمية