الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
4345 - "ذو الوجهين في الدنيا يأتي يوم القيامة وله وجهان من نار" ؛ (طس)؛ عن سعد ؛ (ح) .

التالي السابق


( ذو الوجهين في الدنيا) ؛ قال النووي : وهو الذي يأتي كل طائفة بما تحب؛ فيظهر لها أنه منها؛ ومخالف لضدها؛ وصنيعه خداع؛ ليطلع على أحوال الطائفتين؛ وقال ابن العربي : الوجه هنا بمعنى القصد؛ (يأتي يوم القيامة) ؛ أي: يجاء به إلى الموقف؛ (وله وجهان من نار) ؛ جزاء له على إفساده؛ وتشهيرا له في ذلك الموقف الأعظم؛ بين كافة الخلائق؛ فإن ذلك أصل من أصول النفاق؛ يكون مع قوم في حال؛ وعلى صفة؛ ومع آخرين بخلافهما؛ والمؤمن ليس إلا على حالة واحدة في الحق؛ لا يخاف في الله لومة لائم؛ إلا إن كان ثمة ما يوجب مداراة؛ لنحو اتقاء شر؛ أو تأليف؛ أو إصلاح بين الناس؛ كإتيانه كلا بجميل يعتذر لكل عن الآخر؛ فإنه حسن مرغوب فيه؛ وبما تقرر عرف أنه لا تدافع بين هذا؛ وبين قول المصطفى - صلى الله عليه وسلم - فيمن استأذن عليه: "بئس أخو العشيرة!"؛ فلما دخل؛ ألان له القول ؛ وقول علي : "إنا لنبش في وجوه أقوام وقلوبنا تلعنهم" .

(طس؛ عن سعد ) ؛ ابن أبي وقاص ؛ رمز المصنف لحسنه؛ وهو خطأ؛ فقد جزم المنذري بضعفه؛ وقال الهيثمي وغيره: فيه خالد بن يزيد العمري ؛ وهو كذاب.




الخدمات العلمية