الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
2809 - "أول بقعة وضعت في الأرض؛ موضع البيت ؛ ثم مدت منها الأرض؛ وإن أول جبل وضعه الله (تعالى)؛ على الأرض؛ أبو قبيس ؛ ثم مدت منه الجبال" ؛ (هب)؛ عن ابن عباس ؛ (ض) .

التالي السابق


(أول بقعة) ؛ بضم الباء؛ على الأشهر؛ الأكثر؛ فتجمع على "بقع"؛ كـ "غرفة"؛ و"غرف"؛ وتفتح؛ فتجمع على "بقاع"؛ كـ "كلبة"؛ و"كلاب"؛ وهي القطعة من الأرض؛ (وضعت من الأرض) ؛ أي: من هذه الأرض التي نحن عليها؛ (موضع البيت ) ؛ الحرام؛ أي: الكعبة ؛ فله سر الأولية في المعابد؛ كما قال (تعالى): إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركا ؛ وفي رواية لمسلم : "أول مسجد وضع في الأرض؛ المسجد الحرام ؛ ثم الأقصى " ؛ قال الطيبي : لفظ الحديث موافق للفظ الآية؛ والوضع غير؛ والبناء غير؛ ومعنى وضع الله: جعله متعبدا؛ قال الإمام الرازي : دلالة الآية على الأولية في الفضل والشرف أمر لا بد منه؛ لأن المقصود الأولى من ذكر الأولية بيان الفضيلة ترجيحا له على بيت المقدس ؛ ولا تأثير لأوليته في البناء في هذا القصد؛ (ثم مدت) ؛ بالبناء للمجهول؛ أي: بسطت؛ (منها الأرض) ؛ من سائر جوانبها؛ فهي وسط الأرض؛ وقطبها؛ (وإن أول جبل وضعه الله على ظهر الأرض أبو قبيس ) ؛ بمكة ؛ وهو معروف؛ (ثم مدت منه الجبال) ؛ واختلف في أول من بنى البيت؛ قيل: آدم ؛ وقيل: شيث؛ وقيل: الملائكة؛ قبل آدم ؛ ثم رفع في الطوفان؛ فكان الأنبياء - عليهم الصلاة والسلام - يحجونه؛ ولا يعلمون محله؛ حتى بوأه الله لإبراهيم - عليه الصلاة والسلام - فبناه.

(تنبيه) :

في الروض الأنف: أول من بنى المسجد الحرام في الإسلام عمر ؛ وذلك أن الناس ضيقوا على الكعبة ؛ وألصقوا دورهم بها؛ فقال: "إنها بيت الله ؛ ولا بد للبيت من فناء؛ وإنكم دخلتم عليها؛ ولم تدخل عليكم"؛ فاشترى الدور؛ وهدمها؛ وبنى المسجد المحيط بها؛ ثم وسعه عثمان ؛ وزاد ابن الزبير في إتقانه؛ لا في سعته.

(هب؛ عن ابن عباس ) ؛ وفيه عبد الرحمن بن علي بن عجلان القرشي ؛ قال في الميزان؛ عن العقيلي : فيه جهالة؛ وحديثه غير محفوظ؛ ثم ساق له هذا الخبر؛ وفيه أيضا من لا يعرف.




الخدمات العلمية