الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
3378 - "تهادوا؛ فإن الهدية تذهب بالسخيمة؛ ولو دعيت إلى كراع؛ لأجبت؛ ولو أهدي إلي كراع؛ لقبلت" ؛ (هب)؛ عن أنس .

التالي السابق


( تهادوا؛ فإن الهدية تذهب بالسخيمة ) ؛ بمهملة؛ فمعجمة: الحقد في النفس؛ والعداوة؛ والبغضاء التي تسود القلب؛ من "السخام"؛ وهو الفحم؛ جمعه "سخائم"؛ لأن السخط جالب للحقد والبغضاء؛ والهدية جالبة للرضا؛ فإذا جاء بسبب الرضا؛ ذهب بسبب السخط؛ قال في الكشاف: و"الهدية": اسم المهدى؛ كما أن العطية اسم المعطى؛ فتضاف إلى المهدي؛ والمهدى إليه؛ (ولو دعيت إلى كراع) ؛ يد شاة؛ (لأجبت؛ ولو أهدي إلي كراع؛ لقبلت) ؛ قال ابن حجر : هذا يرد قول من قال - في حديث: "لو دعيت إلى كراع؛ لأجبت"-: إن الكراع فيه اسم مكان؛ لا يثبت؛ وفي المثل: "أعط العبد كراعا؛ يطلب ذراعا"؛ قال ابن بطال : أشار - عليه الصلاة والسلام - بالكراع إلى الحث على قبول الهدية ؛ وإن قلت؛ لئلا يمتنع الباعث من الهدية؛ لاحتقار الشيء؛ فحث على ذلك لما فيه من التآلف.

(هب) ؛ من حديث محمد بن منده ؛ عن بكر بن بكار ؛ عن عائذ بن شريح ؛ (عن أنس ) ؛ ابن مالك ؛ ومحمد بن منده أورده الذهبي في الضعفاء؛ وقال: قال أبو حاتم : لم يكن بصدوق؛ وبكر بن بكار هو القيسي ؛ قال النسائي : غير ثقة؛ وعائذ لم يروه عن أنس غيره؛ وقد ضعف؛ وفي اللسان عن مهران أنه كذاب؛ وفي الميزان عن أبي ظاهر : عائذ [ ص: 273 ] ليس بشيء؛ وهذا الحديث رواه الطبراني عن أنس بلفظ: "تهادوا فإن الهدية تسل السخيمة؛ وتورث المودة؛ فوالله لو أهدي إلي كراع؛ لقبلته؛ ولو دعيت إلى ذراع؛ لأجبت" ؛ قال الهيثمي : وفيه عائذ بن شريح ؛ ضعيف.




الخدمات العلمية