الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
4106 - "خيركم قرني؛ ثم الذين يلونهم؛ ثم الذين يلونهم؛ ثم يكون بعدهم قوم يخونون؛ ولا يؤتمنون ؛ ويشهدون؛ ولا يستشهدون؛ وينذرون ولا يوفون؛ ويظهر فيهم السمن"؛ (ق 3)؛ عن عمران بن حصين ؛ (صح) .

التالي السابق


( خيركم قرني) ؛ المراد: خير قرونكم ؛ فحذف لدلالة الكلام عليه؛ ورعاية لقوله: (ثم الذين يلونهم؛ ثم الذين يلونهم) ؛ فإن قلت: كان القياس: "يلونكم؛ ثم الذين يلونكم"؛ فالجواب أن الأول التفات؛ والثاني على الأصل؛ (ثم يكون بعدهم) ؛ أي: بعد الثلاث؛ (قوم) ؛ فاعل "يكون"؛ قال جمع: لفظ "قوم"؛ يختص بالرجال؛ (يخونون ولا يؤتمنون؛ ويشهدون ولا يستشهدون) ؛ صفة "قوم"؛ وهذا موافق لخبر: " شر الشهود من شهد قبل أن يستشهد " ؛ وقيل: المراد شهادة الزور؛ وقيل: يحلفون كذبا؛ ولا يستحلفون؛ (وينذرون) ؛ بكسر المعجمة؛ وضمها؛ (ولا يوفون) ؛ بنذرهم؛ (ويظهر فيهم السمن) ؛ يعني: يحبون التوسع في المأكل والمشرب ؛ وهي أسباب السمن؛ أو يتعاطون التسمين؛ أو يتكثرون بما ليس فيهم؛ ويدعون ما ليس لهم من الشرف؛ وظاهر الخبر أن صحبه أفضل من جميع من جاء بعدهم؛ وعليه كثير؛ لكن ذهب جمع - منهم ابن عبد البر - إلى أنه يمكن أن يكون فيمن بعدهم أفضل من بعضهم؛ للخبر الحسن - بل قيل: الصحيح - الآتي: "مثل أمتي مثل المطر؛ لا يدرى آخره خير أم أوله" ؛ وانتصر للأول بما لا يخلو عن تكلف؛ وفي الأخذ بإطلاقه صوبة؛ ويبعد كل البعد القطع بأفضلية أعرابي جلف؛ لم يحصل له إلا مجرد الرؤية؛ ولم يخالط علماء الصحابة؛ على مثل الأئمة الأربعة؛ والسفيانين؛ وأضرابهم.

(ق) ؛ في الفضائل؛ وغيرها؛ في النذر؛ (عن عمران بن حصين ) .




الخدمات العلمية