الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                            صفحة جزء
                                                                            54 - قال الإمام الحسين بن مسعود، رحمه الله: أخبرنا عبد الواحد بن أحمد المليحي، أنا أحمد بن عبد الله النعيمي، أنا محمد بن يوسف، نا محمد بن إسماعيل، نا الحسن بن الربيع، قال: نا أبو الأحوص، عن الأعمش، عن زيد بن وهب، قال: قال أبو ذر : كنت أمشي مع النبي صلى الله عليه وسلم في حرة المدينة، فاستقبلنا أحد، فقال: "يا أبا ذر"، فقلت: لبيك يا رسول الله، قال: "ما يسرني أن عندي مثل أحد ذهبا، تمضي علي ثالثة وعندي منه دينار، إلا شيء أرصده لدين، إلا أن أقول به في عباد الله هكذا وهكذا وهكذا"، عن يمينه، وعن شماله، ومن خلفه، ثم مشى، ثم قال: "إن الأكثرين هم الأقلون يوم القيامة إلا من قال هكذا وهكذا وهكذا"، عن يمينه، وعن شماله، ومن خلفه، "وقليل ما هم".

                                                                            ثم قال لي: "مكانك لا تبرح حتى آتيك".

                                                                            ثم انطلق في [ ص: 100 ] سواد ليل حتى توارى، فسمعت صوتا قد ارتفع، فتخوفت أن يكون أحد عرض للنبي صلى الله عليه وسلم، فأردت أن آتيه، فذكرت قوله لي: " لا تبرح حتى آتيك، فلم أبرح حتى أتاني، قلت: يا رسول الله، لقد سمعت صوتا تخوفت، فذكرت له، فقال: "وهل سمعته؟" قلت: نعم، قال: " هذا جبريل أتاني، فقال: من مات من أمتك لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة "، قلت: وإن زنى، وإن سرق؟ قال: "وإن زنى، وإن سرق".


                                                                            هذا حديث متفق على صحته، أخرجه مسلم، عن يحيى بن يحيى، وغيره، عن أبي معاوية، عن الأعمش .

                                                                            وزيد بن وهب هو أبو سليمان الهمداني الجهني .

                                                                            الحرة: حجارة سود بين جبلين. [ ص: 101 ] .

                                                                            التالي السابق


                                                                            الخدمات العلمية