الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                            صفحة جزء
                                                                            باب رد البدع والأهواء.

                                                                            قال الله سبحانه وتعالى: ( ومن أضل ممن اتبع هواه بغير هدى من الله ) ، وقال الله تعالى: ( ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله ) ، وقال الله عز وجل: ( وما تفرقوا إلا من بعد ما جاءهم العلم بغيا بينهم ) ، أي: على علم أن الفرقة ضلالة، ولكنهم فعلوه بغيا، أي: للبغي.

                                                                            وقال الله تعالى: ( الذين يصدون عن سبيل الله ويبغونها عوجا ) ، قيل: العوج فيما لا شخص له، يقال في الأمر والدين: عوج بكسر العين، وفي الجدار والشجر: عوج بفتح العين.

                                                                            وقال الله عز وجل: ( إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا ) ، هم أهل البدع والأهواء، وقال الله تعالى: ( شياطين الإنس والجن يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا ) ، أي: زينته وحسنه بترقيش الكذب، ومنه قوله سبحانه وتعالى: [ ص: 211 ] ( حتى إذا أخذت الأرض زخرفها ) ، أي: تزينت بألوان نباتها، والزخرف: كمال حسن الشيء.

                                                                            103 - قال الشيخ الحسين بن مسعود: أخبرنا أبو سعد أحمد بن محمد بن العباس الحميدي، أنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ، أنا أبو العباس القاسم بن القاسم السياري، بمرو، نا أبو الموجه محمد بن عمرو الفزاري، أخبرنا عبدان بن عثمان، أنا إبراهيم بن سعد، عن أبيه، عن القاسم بن محمد، عن عائشة رضي الله عنها، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من أحدث في ديننا ما ليس منه فهو رد" هذا حديث متفق على صحته، أخرجاه من أوجه، عن إبراهيم بن سعد .

                                                                            وقال عبد الله بن مسعود : "إن أحسن الحديث كتاب الله، وأحسن الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها".

                                                                            ورواه جابر مرفوعا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال: "إن خير الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، [ ص: 212 ] وكل بدعة ضلالة".

                                                                            قوله: "أحسن الهدي"، أي: أحسن الطريق.

                                                                            والقاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق أبو بكر القرشي، وعائشة عمته، قال ابن عيينة : كان من أفضل أهل زمانه، مات بعد عمر بن عبد العزيز سنة إحدى أو ثنتين ومائة.

                                                                            روى عنه سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف أبو إبراهيم الزهري القرشي المدني، مات سنة خمس وعشرين ومائة، ويقال: سنة ست، ويقال: سنة سبع، ومات ابنه إبراهيم بن سعد سنة ثلاث وثمانين ومائة، وهو ابن ثلاث وسبعين، وله ابنان يرويان عنه: يعقوب، وسعد.

                                                                            وعبدان بن عثمان: اسمه عبد الله، وعبدان لقب.

                                                                            التالي السابق


                                                                            الخدمات العلمية