الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                            صفحة جزء
                                                                            57 - قال الشيخ الحسين بن مسعود، رحمه الله: أخبرنا عبد الواحد بن أحمد المليحي، أنا أحمد بن عبد الله النعيمي، قال: أخبرنا محمد بن يوسف، نا محمد بن إسماعيل، نا سليمان بن حرب، نا حماد هو ابن زيد، عن ثابت، عن أنس، قال: كان غلام يهودي يخدم النبي صلى الله عليه وسلم، فمرض، فأتاه النبي صلى الله عليه وسلم يعوده، فقعد عند رأسه، فقال له: "أسلم"، فنظر إلى أبيه وهو عنده، فقال: أطع أبا القاسم، فأسلم، فخرج النبي وهو يقول: "الحمد لله الذي أنقذه من النار" هذا حديث صحيح.

                                                                            وروي عن عمرو بن العاص، قال: فلما جعل الله الإسلام في قلبي، أتيت النبي صلى الله عليه وسلم، فقلت: ابسط يمينك لأبايعك، فبسط يمينه، قال: فقبضت يدي، قال: "ما لك يا عمرو؟" قلت: أردت أن أشترط، [ ص: 106 ] قال: "تشترط ماذا؟" قلت: أن يغفر لي، قال: "أما علمت يا عمرو، أن الإسلام يهدم ما قبله، وأن الهجرة تهدم ما قبلها، وأن الحج يهدم ما قبله".

                                                                            وروي عن حكيم بن حزام، قال: بايعت النبي صلى الله عليه وسلم أن لا أخر إلا قائما، يعني لا أموت إلا ثابتا على الإسلام، ومن مات فقد خر وسقط، والمراد من القيام التمسك بالدين، قال الله سبحانه وتعالى: ( من أهل الكتاب أمة قائمة يتلون آيات الله ) ومعناه: المواظبة على الدين، والقيام به. [ ص: 107 ] .

                                                                            التالي السابق


                                                                            الخدمات العلمية