الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                            صفحة جزء
                                                                            101 - قال الشيخ الحسين بن مسعود: أخبرنا أبو الحسن عبد الوهاب بن محمد الكسائي، أنا عبد العزيز بن أحمد الخلال، نا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم .

                                                                            ح وأخبرنا أبو حامد بن عبد الله الصالحي، وأبو الفضل محمد بن أحمد العارف، قالا: أخبرنا أبو بكر أحمد بن الحسن الحيري، نا أبو العباس الأصم، أنا الربيع، أنا الشافعي، أنا ابن عيينة، أنا سالم أبو النضر، مولى عمر بن عبيد الله، سمع عبيد الله بن أبي رافع، يحدث عن أبيه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: " لا ألفين أحدكم متكئا [ ص: 201 ] على أريكته، يأتيه الأمر من أمري مما أمرت به، أو نهيت عنه، فيقول: لا أدري، ما وجدناه في كتاب الله اتبعناه ".

                                                                            هذا حديث حسن، وأبو رافع مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم: اسمه أسلم، كان قبطيا، مات قبل علي.

                                                                            والأريكة: السرير، ويقال: لا يسمى أريكة حتى يكون في حجلة، وقال الأزهري: كل ما اتكئ عليه، فهو أريكة، وأراد بهذه الصفة أصحاب الترفه والدعة الذين لزموا البيوت، وقعدوا عن طلب العلم.

                                                                            وفي الحديث دليل على أنه لا حاجة بالحديث إلى أن يعرض على الكتاب، وأنه مهما ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان حجة بنفسه، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: "ألا إني أوتيت الكتاب ومثله معه". [ ص: 202 ] .

                                                                            وأراد به أنه أوتي من الوحي غير المتلو، والسنن التي لم ينطق القرآن بنصها مثل ما أوتي من المتلو، قال الله سبحانه وتعالى: ( ويعلمهم الكتاب والحكمة ) فالكتاب: هو القرآن، والحكمة: قيل: هي السنة.

                                                                            أو أوتي مثله من بيانه، فإن بيان الكتاب إلى الرسول صلى الله عليه وسلم، قال الله تعالى: ( وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم ) .

                                                                            قال عمر بن الخطاب : إنه سيأتي أناس يأخذونكم بشبهات القرآن، فخذوهم بالسنن، فإن أصحاب السنن أعلم بكتاب الله.

                                                                            قال الزهري : لا تناظر بكتاب الله، ولا بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، أي: لا تجعل شيئا نظيرا لهما، فتدعهما لقول قائل.

                                                                            وقال أبو عبيد : يجوز أيضا: لا تجعلهما مثلا للشيء يعرض، كقول القائل للرجل يجيء في وقت يحتاج إليه: جئت على قدر يا موسى.

                                                                            التالي السابق


                                                                            الخدمات العلمية