الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                            صفحة جزء
                                                                            116 - أخبرنا عبد الواحد بن أحمد المليحي، أنا أحمد بن عبد الله النعيمي، أنا محمد بن يوسف، نا محمد بن إسماعيل، نا مكي بن إبراهيم، نا يزيد بن أبي عبيد، عن سلمة، قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم، يقول: "من يقل علي ما لم أقل، فليتبوأ مقعده من النار". [ ص: 255 ] .

                                                                            هذا حديث صحيح.

                                                                            وسلمة هو سلمة بن عمرو بن الأكوع أبو مسلم، ويزيد بن أبي عبيد مولاه.

                                                                            قوله: "فليتبوأ" أي: لينزل منزله من النار، وقوله سبحانه وتعالى: ( نتبوأ من الجنة حيث نشاء ) ، أي: نتخذه منزلا، وقوله تعالى: ( والذين تبوؤوا الدار والإيمان ) ، أي: اتخذوها منزلا، وقوله عز وجل: ( ولقد بوأنا بني إسرائيل مبوأ صدق ) ، أي: أنزلناهم منزلا صالحا، والمبوأ: المنزل الملزوم.

                                                                            قال الشيخ رحمه الله: اعلم أن الكذب على النبي صلى الله عليه وسلم أعظم أنواع الكذب بعد كذب الكافر على الله، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: "إن كذبا علي ليس ككذب على أحد، من كذب علي متعمدا، فليتبوأ مقعده من النار".

                                                                            ولذلك كره قوم من الصحابة والتابعين إكثار الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم خوفا من الزيادة والنقصان، والغلط فيه، حتى إن من التابعين من كان يهاب رفع المرفوع، فيوقفه على الصحابي، ويقول: الكذب عليه أهون [ ص: 256 ] من الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومنهم من يسند الحديث حتى إذا بلغ به النبي صلى الله عليه وسلم، قال: قال، ولم يقل: رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومنهم من يقول: رفعه، ومنهم من يقول: رواية، ومنهم من يقول: يبلغ به النبي صلى الله عليه وسلم، وكل ذلك هيبة للحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وخوفا من الوعيد. [ ص: 257 ] .

                                                                            التالي السابق


                                                                            الخدمات العلمية