الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                            صفحة جزء
                                                                            65 - أخبرنا عبد الواحد بن أحمد المليحي، أنا أحمد بن عبد الله النعيمي، أنا محمد بن يوسف، نا محمد بن إسماعيل، حدثنا إبراهيم بن المنذر، نا أنس بن عياض، نا عبيد الله، عن خبيب بن عبد الرحمن، عن حفص بن عاصم، عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: "إن الإيمان ليأرز إلى المدينة كما تأرز الحية إلى جحرها". [ ص: 120 ] .

                                                                            هذا حديث متفق على صحته، أخرجه مسلم، عن محمد بن عبد الله بن نمير، عن أبيه، عن عبيد الله بن عمر .

                                                                            وحفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب العدوي مدني جد عبيد الله بن عمر وهو عبيد الله بن عمر بن حفص بن عاصم .

                                                                            وخبيب بن عبد الرحمن بن حبيب بن يساف الأنصاري أبو الحارث، من أهل السنح، والسنح: بالمدينة، خال عبيد الله بن عمر .

                                                                            قوله صلى الله عليه وسلم: "يأرز"، أي: ينضم إليها، ويجتمع بعضه إلى بعض فيها، قيل: كان هذا زمان الردة بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم، في خلافة الصديق.

                                                                            وقوله صلى الله عليه وسلم: "إن الإيمان ليأرز" يعني: أهل الإيمان، كما قال: "أحد جبل يحبنا ونحبه" يريد: أهل المدينة، كما قال الله تعالى: ( واسأل القرية التي كنا فيها ) ، أي: أهل القرية.

                                                                            وروي عن زيد بن ملحة، عن أبيه، عن جده، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، [ ص: 121 ] قال: "إن الدين ليأرز إلى الحجاز كما تأرز الحية إلى جحرها، وليعقلن الدين من الحجاز معقل الأروية من رأس الجبل، إن الدين بدأ غريبا ويرجع غريبا، فطوبى للغرباء الذين يصلحون ما أفسد الناس من سنتي من بعدي".

                                                                            والأروية: شاء الوحش، وجمعها القليل: أراوي، والكثير: أروى. [ ص: 122 ] .

                                                                            التالي السابق


                                                                            الخدمات العلمية