الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                            صفحة جزء
                                                                            12 - قال الشيخ الإمام الحسين بن مسعود، رحمه الله: أخبرنا عبد الواحد بن أحمد المليحي، أنا أحمد بن عبد الله النعيمي، أنا محمد بن يوسف، [ ص: 27 ] نا محمد بن إسماعيل، قال: حدثنا أبو نعيم، نا زكريا، عن عامر، سمعت عبد الله بن عمرو، يقول: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده، والمهاجر من هجر ما نهى الله عنه".

                                                                            هذا حديث صحيح.

                                                                            وعبد الله بن عمرو بن العاص بن وائل السهمي القرشي أبو محمد، مات سنة تسع وستين، ويقال: ثمان، وأبوه أبو عبد الله عمرو بن العاص .

                                                                            وعامر هو عامر بن شراحيل أبو عمرو الشعبي، كوفي أدرك خمس مائة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، مات سنة أربع ومائة، وقال أبو مجلز: عامر بن عبد الله، وروى عن الشعبي، زكريا بن أبي زائدة أبو يحيى الأعمى، همداني، كوفي، واسم أبي زائدة: خالد .

                                                                            قوله: "من سلم المسلمون": أراد أن المسلم الممدوح، والمهاجر [ ص: 28 ] الممدوح من هذه صفته، لا أن الإسلام ينتفي عمن لم يكن بهذه الصفة، فهو كقولهم: الناس العرب، والمال الإبل، يريد الأفضل منها، كذلك أفضل المسلمين من جمع إلى أداء حقوق الله تعالى أداء حقوق المسلمين، والكف عن أعراضهم، وأفضل المهاجرين من جمع إلى هجران وطنه هجران ما حرم الله عليه.

                                                                            التالي السابق


                                                                            الخدمات العلمية