الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                            صفحة جزء
                                                                            104 - قال الشيخ: أخبرنا أبو طاهر محمد بن علي الزراد، أنا أبو بكر محمد بن إدريس الجرجرائي، وأبو أحمد محمد بن أحمد المعلم الهروي، قالا: أخبرنا أبو الحسن علي بن عيسى الماليني، نا الحسن بن سفيان النسوي، نا محمد بن الحسين الأعين أبو بكر، نا نعيم بن حماد، نا عبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفي، عن هشام بن حسان، عن محمد بن سيرين، عن عقبة بن أوس، عن عبد الله بن عمرو بن العاص، [ ص: 213 ] عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: "لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعا لما جئت به".

                                                                            وعقبة بن أوس في البصريين، ويقال: يعقوب بن أوس السدوسي، عن عبد الله بن عمرو.

                                                                            وثبت عن عبد الله بن عمرو، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن بني إسرائيل تفرقت على اثنتين وسبعين ملة، وتفترق أمتي على ثلاث وسبعين ملة، كلهم في النار إلا ملة واحدة" قالوا: من هي يا رسول الله؟ قال: "ما أنا عليه وأصحابي".

                                                                            ورواه معاوية، وقال: "ثنتان وسبعون في النار، وواحدة في الجنة، وهي الجماعة، وإنه سيخرج في أمتي أقوام تجارى بهم تلك الأهواء كما يتجارى الكلب بصاحبه، لا يبقى منه عرق ولا مفصل إلا دخله". [ ص: 214 ] .

                                                                            وقال ابن عباس : أما تخافون أن تعذبوا أو يخسف بكم، أن تقولوا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال فلان.

                                                                            قال رجل لابن عباس : أوصني.

                                                                            قال: عليك بتقوى الله، والاستقامة، اتبع ولا تبتدع.

                                                                            وقال عبد الله بن مسعود : اتبعوا ولا تبتدعوا، فقد كفيتم.

                                                                            وقال حذيفة : يا معشر القراء، استقيموا فقد سبقتم سبقا بعيدا، وإن أخذتم يمينا وشمالا، لقد ضللتم ضلالا بعيدا.

                                                                            وقال ابن مسعود : من كان مستنا فليستن بمن قد مات، أولئك أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، كانوا خير هذه الأمة، أبرها قلوبا، وأعمقها علما، وأقلها تكلفا، قوم اختارهم الله لصحبة نبيه صلى الله عليه وسلم، ونقل دينه، فتشبهوا بأخلاقهم وطرائقهم، فهم كانوا على الهدي المستقيم.

                                                                            التالي السابق


                                                                            الخدمات العلمية