الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                            صفحة جزء
                                                                            89 - قال الإمام الحسين بن مسعود: أخبرنا محمد بن أبي رافع الأنماطي، نا أبو بكر عبد الله بن أحمد القفال، أنا أبو نعيم هو [ ص: 166 ] محمد بن عبد الرحمن، نا محمد بن عبدان بن محمد، نا هشام بن عمار، حدثنا الوليد هو ابن مسلم، قال: سمعت عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، يقول: حدثني بسر بن عبيد الله الحضرمي، أنه سمع أبا إدريس الخولاني، يقول: سمعت النواس بن سمعان الكلابي رضي الله عنه، يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول: "ما من قلب إلا وهو بين إصبعين من أصابع رب العالمين، إذا شاء أن يقيمه أقامه، وإذا شاء أن يزيغه أزاغه".

                                                                            قال: فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول: "يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك، والميزان بيد الرحمن يرفع أقواما ويضع آخرين إلى يوم القيامة" قال الشيخ الحسين بن مسعود: أخبرنا أبو الفرج المظفر بن إسماعيل التميمي، أنا أبو القاسم حمزة بن يوسف السهمي، أنا أبو أحمد بن عدي الحافظ، نا أبو بكر عبد الرحمن بن القاسم القرشي يعرف بابن الرواس الكبير، بدمشق، نا أبو مسهر عبد الأعلى بن مسهر الغساني، حدثنا صدقة، نا عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، بإسناده مثل معناه، وقال: من أصابع الرحمن [ ص: 167 ] قال الشيخ الإمام: فيه بيان أن العبد ليس إليه شيء من أمر سعادته أو شقاوته، بل إن اهتدى، فبهداية الله إياه، وإن ثبت على الإيمان فبتثبيته، وإن ضل فبصرفه عن الهدى.

                                                                            قال الله سبحانه وتعالى: ( بل الله يمن عليكم أن هداكم للإيمان ) ، وقال الله سبحانه وتعالى إخبارا عن حمد أهل الجنة: ( الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله ) وقال الله عز وجل: ( يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة ) .

                                                                            التالي السابق


                                                                            الخدمات العلمية