الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                            صفحة جزء
                                                                            باب الأمور بمشيئة الله سبحانه وتعالى.

                                                                            قال الله سبحانه وتعالى: ( ما كانوا ليؤمنوا إلا أن يشاء الله ) ، وقال الله عز وجل: ( وما تشاؤون إلا أن يشاء الله ) ، وقال الله تعالى: ( ولا تقولن لشيء إني فاعل ذلك غدا إلا أن يشاء الله ) .

                                                                            حكي عن بعض السلف، قال: إذا نسي الإنسان أن يقول: "إن شاء الله"، فتوبته: ( عسى أن يهديني ربي لأقرب من هذا رشدا ) .

                                                                            وقوله عز وجل: ( ألم أقل لكم لولا تسبحون ) ، أي: تستثنون، كما قال في أول الآية: ( ولا يستثنون ) سمي الاستثناء تسبيحا، لأن التسبيح تعظيم الله وتنزيهه، وفي الاستثناء تعظيم الله عز وجل، والإقرار بأنه لا يشاء أحد شيئا إلا أن يشاء الله سبحانه وتعالى. [ ص: 147 ] .

                                                                            79 - قال الإمام الحسين بن مسعود: أخبرنا عبد الواحد بن أحمد المليحي، أنا أحمد بن عبد الله النعيمي، أنا محمد بن يوسف، حدثنا محمد بن إسماعيل، نا أبو اليمان، أنا شعيب، نا أبو الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " قال سليمان صلى الله عليه وسلم: لأطوفن الليلة على تسعين امرأة، كلهن تأتي بفارس يجاهد في سبيل الله، فقال له صاحبه: قل: إن شاء الله.

                                                                            فلم يقل: إن شاء الله، فطاف عليهن جميعا، فلم يحمل منهن إلا امرأة واحدة، جاءت بشق رجل، وايم الذي نفس محمد بيده، لو قال: إن شاء الله، لجاهدوا في سبيل الله فرسانا أجمعون ".


                                                                            هذا حديث متفق على صحته.

                                                                            أخرجه مسلم، عن زهير بن حرب، عن شبابة، عن ورقاء، عن أبي الزناد، وقال طاوس : عن أبي هريرة "، لأطوفن الليلة بمائة امرأة، قال له الملك: قل: إن شاء الله.

                                                                            فلم يقل، ونسي [ ص: 148 ] والأعرج هو أبو داود عبد الرحمن بن هرمز المدني، مولى بني عبد المطلب .

                                                                            وأبو الزناد اسمه عبد الله بن ذكوان من أهل المدينة، مولى لآل عثمان، وقال ابن عيينة : كان كنيته أبو عبد الرحمن، ولقبه أبو الزناد.

                                                                            وروي عن عمرو بن ميمون، عن أبيه، عن ابن عباس، قال: لما بعث الله سبحانه وتعالى موسى وكلمه، وأنزل عليه التوراة، فقال: " اللهم إنك رب عظيم، لو شئت أن تطاع لأطعت، ولو شئت أن لا تعصى ما عصيت، وأنت تحب أن تطاع، وأنت في ذلك تعصى، فكيف هذا يا رب؟ فأوحى الله عز وجل إليه: "إني لا أسأل عما أفعل، وهم يسألون، فانتهى موسى عليه السلام". [ ص: 149 ] .

                                                                            التالي السابق


                                                                            الخدمات العلمية