الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                            صفحة جزء
                                                                            107 - قال الشيخ: أخبرنا أبو طاهر محمد بن علي الزراد، أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد بن محفوظ بن حبيب المؤذن، ببخارى في شهر [ ص: 223 ] ربيع الأول سنة ثلاث وأربع مائة، نا أبو أحمد بكر بن محمد بن حمدان المروزي، حدثنا أبو يحيى عبد الصمد بن الفضل البلخي؛ نا أبو عبد الرحمن المقرئ، عن سعيد، عن أبي هانئ، عن أبي عثمان، عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: "سيكون في آخر أمتي ناس يحدثونكم بما لم تسمعوا أنتم ولا آباؤكم، فإياكم وإياهم".

                                                                            هذا حديث حسن، أخرجه مسلم، عن زهير بن حرب، عن عبد الله بن يزيد المقرئ أبي عبد الرحمن، عن سعيد بن أبي أيوب، عن أبي هانئ، عن أبي عثمان مسلم بن يسار .

                                                                            وروي عن عبد الله بن عمرو بن العاص، أنه قال: إن في البحر شياطين مسجونة، أوثقها سليمان، يوشك أن تخرج، فتقرأ على الناس قرآنا. [ ص: 224 ] .

                                                                            قال الشيخ: قد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن افتراق هذه الأمة، وظهور الأهواء والبدع فيهم، وحكم بالنجاة لمن اتبع سنته، وسنة أصحابه رضي الله عنهم، فعلى المرء المسلم إذا رأى رجلا يتعاطى شيئا من الأهواء والبدع معتقدا، أو يتهاون بشيء من السنن أن يهجره، ويتبرأ منه، ويتركه حيا وميتا، فلا يسلم عليه إذا لقيه، ولا يجيبه إذا ابتدأ إلى أن يترك بدعته، ويراجع الحق.

                                                                            والنهي عن الهجران فوق الثلاث فيما يقع بين الرجلين من التقصير في حقوق الصحبة والعشرة دون ما كان ذلك في حق الدين، فإن هجرة أهل الأهواء والبدع دائمة إلى أن يتوبوا.

                                                                            قال كعب بن مالك في قصة تخلفه وتخلف صاحبيه: مرارة بن الربيع، وهلال بن أمية، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك على ما.

                                                                            التالي السابق


                                                                            الخدمات العلمية